الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تقارب تركي وشكوك سعودية.. هل تنتهي الخلافات بين الرياض وأنقرة بزيارة أردوغان؟

الرئيس التركي أردوغان
سياسة
الرئيس التركي أردوغان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان
الجمعة 29/أبريل/2022 - 09:43 م

للمرة الأولى منذ عام 2017، وعقب جمود في العلاقات ما بين الرياض وأنقرة ووصول التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى أدنى مستوياته، حطت طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، أملا في الوصول إلى توافق مع المملكة العربية السعودية وإنهاء الفرقة مابين البلدين التي دامت قرابة خمس سنوات عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في الأراضي التركية، وما تبعه من توترات.

تفتح هذه الزيارة تساؤلات عدة حول مصير العلاقات بين البلدين، وسط وجود عدة سناريوهات طرحها خبراء سياسيون في حديهم لـ القاهرة 24، في ظل تصريحات الرئيس التركي قبيل توجهه إلى السعودية بأنه يسعى لتوطيد العلاقات مع المملكة، وأن الهدف من زيارته هو العودة بالعلاقات بين البلدين إلى أفضل مما كانت عليه، وأن الرئيس سيبحث القضايا الإقليمية والتي من بينها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية واليمنية، بحسب مكتب الرئاسة التركية.

تطبيع العلاقات السعودية التركية 

جيواد غوك، المحلل السياسي التركي، يرى أن زيارة أردوغان إلى السعودية تهدف إلى تطبيع وتحسين العلاقات بين البلدين، لما تمثله المملكة من أهمية على الصعيدين العربي والدولي.

غوك أضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أن المعارضة التركية دعمت زيارة أردوغان للمملكة، إلا أنها طالبت بتوضيح أسباب تأخير الزيارة إلى السعودية من قبل الرئاسة التركية، بعدما أُعلن عن الزيارة في فبراير الماضي، متسائلين عن أسباب التوترات بين تركيا والدول العربية وما آلت إليه خطوات الرئاسة بسبب التدخلات التركية في الشؤون العربية.

أردوغان وبن سلمان 

وتابع المحلل السياسي التركي المقرب من المعارضة، أن زيارة أردوغان إلى السعودية ستؤثر إيجابيًا على العلاقات مع المملكة، والعلاقات التركية المصرية، مؤكدًا أن أنقرة لا تستطيع أن تبتعد عن الدول العربية والخليجية، وأنه يجب على حكومة بلاده المحافظة على عدم التدخل في شؤون الدول العربية لعدم تكرار الأزمات الأخيرة.

وفيما يتعلق بعودة العلاقات ما بين تركيا والدول العربية، أشار جيواد غوك إلى أن المعارضة تترقب من أردوغان الانتهاء من تطبيع العلاقات مع مصر، موضحًا أن جميع الأحزاب تنتظر تحرك تركيا بخطوات كبيرة وملموسة تجاه القاهرة عقب عودة أردوغان من جدة، وتقديم نتائج ملموسة للتطبيع مع السعودية والإمارات ومصر، منوهًا أن أنقرة بحاجة إلى مساعدة الدول العربية، والتعاون الاقتصادي معها، وأن زيارة أردوغان الأخيرة للمملكة ستؤثر اقتصاديا بشكل كبير في الاقتصاد التركي الذي يشهد مشكلات في الآونة الأخيرة.

أردوغان والملك سلمان وولي العهد السعودي 

اجتماعات مع العاهل السعودي وبن سلمان 

وعقب وصوله بقليل، عقد أردوغان قمة ثنائية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، وجلسة مباحثات منفصلة مع الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، لبحث عودة العلاقات بين البلدين، وإنهاء ما شابها من توترات سياسية واقتصادية.

تركيا تصحح أخطائها تجاه العرب 

عبد الرحمن الثابتي، الكاتب والمحلل السياسي السعودي، يقول إن زيارة الرئيس التركي تمثل خطوة تركية تعطي مؤشرا إيجابيا لتصحيح الأخطاء الاستراتيجية في علاقة تركيا مع السعودية والعالم العربي والإسلامي.

وأضاف الثابتي في تصريحات لـ القاهرة 24، أن السعودية تمثل محور الاستقرار السياسي في المنطقة والاستقرار الاقتصادي النفطي في العالم، وأن تركيا تبحث عن تطوير العلاقات والملفات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، المبنية على عدم التدخل في شئون الغير واحترام سيادة الدول دون استثناء.

ويتابع الكاتب السعودي، أن الرياض ترحب بالخطوات الإيجابية من قبل أنقرة بما يحفظ استقرار الوطن العربي بكل ما يستلزمه ذلك من الجهود الممكنة سياسيا واقتصاديا.

أردوغان والملك سلمان 

أردوغان يسعى للتقارب مع العرب 

زيارة أردوغان جاءت عقب حديث متكرر منه بشأن مساعي بلاده لتحسين العلاقات مع السعودية بعد خطوات مماثلة تجاه الإمارات، مؤكدًا أن أنقرة تسعى لترميم علاقتها مع الرياض والقاهرة على خطى ما فعلته مع أبوظبي، مشيرا إلى أن الانفتاح على هذه الدول، هو أفضل السياسيات التي تتبعها أنقرة حاليا.

لم شمل الدول الإسلامية 

إبراهيم أقباب، المحلل السياسي التركي، يشير إلى أن زيارة أردوغان تهدف في المقام الأول إلى لم شمل الدول الاسلامية، والاتحاد أمام الزحف الغربي وطرح الخلافات الثنائية في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم.

وأوضح أقباب في تصريحات لـ القاهرة 24، أن تواجد أردوغان بالمملكة العربية السعودية في الوقت الحالي يمكن وصفه بأنه انفتاح جديد على السعودية من الناحية الاقتصادية خاصة أن المملكة تأتي في صدارة الدول العربية من حيث حجم التبادل التجاري مع تركيا، مبينًا أن ما يوصف بالإنفتاح التركي الجديد على السعودية سوف يشهد نقلة نوعية جديدة في العلاقات التجارية والتعاون الأمني بين البلدين.

أردوغان وبن سلمان 

السعودية لديها شكوك من التعامل مع أردوغان 

في حين يرى كرم سعيد المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن السعودية لا يزال لديها قدر من الشكوك في التعامل مع السياسية التركية، وأن الزيارة تأتي في سياق دوافع مشتركة فيما يتعلق بالاقتصاد المتبادل بين البلدين، خاصة أن الاستثمارات السعودية تمثل عصب الاقتصاد التركي.

وأضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أن تركيا تسعى إلى إعادة ضخ الأموال السعودية في الاستثمارات التركية المتعددة وفي مقدمتها القطاع العقاري، إلى جانب طموح أنقرة في إبرام اتفاقية خاصة لتبادل العملات كما فعلت مع الإمارات.

أردوغان وبن سلمان 

وداخليًا يوضح سعيد، أن حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان يسعى إلى تحقيق انتصار داخلي في ظل تراجعه بسبب الخطوات التي أقدم عليها أدروغان في الدول الإقليمية، لذلك يسعى أردوغان إلى إعادة صياغة السياسة الخارجية التركية من جديد، قبل الانتخابات المقبلة منتصف عام 2023.

واستكمل أن تعثر الأذرع الإقليمية للنظام التركي المتمثلة في حركة النهضة في تونس، والإخوان في ليبيا، فرض على أردوغان العمل على تصليح العلاقات الخارجية مع مصر والسعودية والإمارات، وإعادة صياغة سياستها الخارجية مع الخليج.

وأردف كرم سعيد أن هناك ضغوط كبيرة على تركيا والسعودية من قبل الغرب، ما يدفع البلدين إلى السعي لتكوين جبهة للتأثير على إدارة الرئيس الأمريكي فيما يتعلق برؤيته لمنطقة الشرق الأوسط.

تابع مواقعنا