مع تراجع الإنتاج عالميا.. أسعار الديزل في أمريكا ترتفع لأعلى مستوى على الإطلاق
ارتفعت أسعار الديزل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، بعدما أثّر النقص العالمي في إمدادات الوقود على سائقي الشاحنات والمزارعين والمستخدمين الأمريكيين في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد الأمريكي تقريبًا.
وبلغ متوسط سعر التجزئة للديزل نحو 5.18 دولار للجالون، وهو أعلى معدل مُسجّل منذ 2005، وفقًا للرابطة الأمريكية للسيارات.
وصعدت الأسعار في الأيام الأخيرة تزامنًا مع العقود الآجلة القياسية، والمخزونات المنخفضة منذ عقود، ليزيد ذلك من الضغط على المستهلكين الذين يتعاملون مع التضخم الأكثر ارتفاعًا منذ عقود.
وأدّى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ضيق الإمدادات العالمية من الوقود، والمنافسة الشرسة على الديزل الذي يتم إنتاجه على ساحل الخليج الأمريكي.
ويتركز النقص في الساحل الشرقي للولايات المتحدة بسبب انخفاض مخزونات المُقطّرات إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1996.
وسرّعت شركات تصنيع الوقود على ساحل الخليج صادراتها إلى أمريكا اللاتينية وأوروبا، بينما لم تُستغل خطوط الأنابيب المحلية التي تزوّد الدول الواقعة على طول ساحل المحيط الأطلسي.
وقد يضرّ الديزل الباهظ بشدة قطاع النقل بالشاحنات الذي يستهلك نحو 70% من إجمالي الديزل المستخدم في البلاد، وهو المؤشر للاقتصاد الأمريكي، وفقًا لاتحاد النقل بالشاحنات.
استخدامات الديزل
ويُستخدم الديزل كذلك في المعدات الزراعية العاملة حاليًا في تشغيل أكبر موسم زراعة للذرة وفول الصويا منذ عام 2017.
في السياق ذاته زادت أسعار الديزل المستخدم في تشغيل الشاحنات والآليات الثقيلة والسفن في أوروبا بنحو 70% هذا العام، وهو ما يرتفع بكثير عن سعر النفط الخام الذي قفز فوق 100 دولار للبرميل في أعقاب هجوم روسيا على أوكرانيا.
كما ارتفع مقياس ربحية تكرير النفط الخام، المعروف بتباين سعر كراك للديزل، من 11 دولارًا للبرميل في بداية عام 2022 إلى أكثر من 40 دولارًا.
ويُحفّز هذا الأمر دولًا مثل السعودية والإمارات على زيادة صادرات الديزل، ويُعرف العضوان في "أوبك" باسم (المنتجين المتحكمين) نظرًا لقدرتهما على زيادة إنتاج النفط الخام.
ويلعب العضوان دورًا مماثلًا في أسواق الوقود المكرر بعد قيامهما بنفس المهام منذ أكثر من عقد لتوسيع طاقة التكرير وبناء وحداتهما التجارية. واستنادًا إلى الأسعار الحالية، قد يحصل منتجو الشرق الأوسط من تدفقات الديزل على عائدات قيمتها 1.5 مليار دولار هذا الشهر، وفقًا لحسابات بلومبرج.
وتراجعت مخزونات الديزل كثيرًا في جميع أنحاء العالم العام الماضي بعد تعافي الطلب من أسوأ مرحلة في جائحة كورونا، وتسارع استمرار التراجع منذ بدء حرب أوكرانيا. وستبقى روسيا مورد الديزل الأكبر لأوروبا خلال هذا الشهر مع وصول متوسط التدفقات إلى 618 ألف برميل يوميًا، وفقًا للبيانات.