وزير الأوقاف: التقوى أهم ما يجب أن نتعلمه من الصيام
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن أهم ما يجب أن نتعلمه من الصيام هو التقوى، يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، والتقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، والتقوى هي الخوف من الله، هي خشية الله، هي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وإنما يجب أن تتحول هذه المراقبة إلى سلوك في سائر حركاتك وسكناتك، لأن الله يراقبك أمانةً، لأن الله يراقبك وفاءً، لأن الله يراقبك إتقانًا للعمل.
وأضاف جمعة خلال الحلقة الـ30 من برنامج رؤية: ومن أهم أنواع المراقبة لله المراقبة في العمل، يقول صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه، ويقول سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا، ويقول سبحانه: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ، فكما تراقبه في الصيام تراقبه في العمل، لا كما يفعل بعض الناس إذا حضر صاحب العمل أو المشرف على العمل جد واجتهد، فإذا ذهب المراقب أو ذهب صاحب العمل كان غير ذلك.
وزير الأوقاف: أهم أنواع المراقبة إتقان الصنعة
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، أن من أهم أنواع المراقبة إتقان الصنعة، أن تتقي الله في عملك، أن تتقي الله في صناعتك، وأن تتقي الله في تجارتك، هل راقبت ربك سبحانه وتعالى وعاهدته أن تقلع عن الحرام بكل أنواعه؟ عاهدته ألا تغش أحدا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، هل عاهدت الله ألا تستغل أحدا؟ وألا تغالي في أقوات الناس؟ وألا تستغل حاجات الناس على الإطلاق؟، هل عاهدت الله ألا تحتكر بعد اليوم؟ هل أقلعت عن تطفيف الكيل والميزان؟ هل تحليت بمكارم الأخلاق كلها؟ وعاهدت الله أن تكون عونًا للضعيف والمسكين والمحتاج هل عاهدت الله أن تتقيه في حق الله في المال بإخراج الزكاة كاملة غير منقوصة في حق الفقراء والمساكين؟، إذًا الصوم مدرسة أخلاقية إذا كنت قد تعلمت منها الصدق والأمانة والوفاء والصبر والكرم والجود والايثار، وعودت نفسك على قيام الليل والذكر وتلاوة القرآن، ونويت أن تستمر في هذه الأخلاق الكريمة والأفعال الحميدة مدركًا أن الأجل قد يبغتك في أي وقت، وأن رب رمضان هو رب شوال، وأن رمضان بمثابة مدرسة للتربية والتهيئة، لتستمر على هذه القيم وعلى هذه الأخلاق وأن العبادات لا تؤتي ثمرتها المرجوة، ما لم تترجم إلى سلوك وقيم وأخلاق ومعاملات وصدقٍ وأمانة وإتقان عمل، فأنت تعلمت من الصيام واستعددت لشوال وإلا فراجع نفسك قبل فوات الأوان.