ناندا محمد: الكوابيس طاردتني بسبب بطلوع الروح.. وشاهدتُ مقابلات لمجاهدات الخنساء قبل تجسيد شخصية أم ليث | حوار
لفتت الأنظار منذ ظهورها في مسلسل حق ميت عام 2015 مع حسن الرداد، وهو العمل الذي جسدت خلاله شخصية نسرين، لتفاجئنا الفنانة السورية ناندا محمد من جديد في مسلسل بطلوع الروح، إذ جسدت شخصية أم ليث مساعدة أم جهاد والذراع الأيمن لها والتي تولت قيادة لواء كتيبة الخنساء، ورغم الاختلاف الكبير بين شخصيتها الحقيقية وشخصية أم ليث، إلا أنها نجحت في اقناع الجمهور بالشخصية التي جسدتها.
وكشفت الفنانة ناندا محمد في حوارها مع القاهرة 24 كواليس مشاركتها في بطلوع الروح، وكيف أجادت تجسيد الشخصية التي تتسم بالعنف، وتداعيات تجسيد الشخصية على حالتها النفسية، إضافة إلى الحديث عن أعمالها الفنية المقبلة.. فإلى نص الحوار:
كيف كانت بداياتك الفنية؟
-البداية من سوريا.. وأنا خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا، وبعد تخرجي شاركت في العديد من المسلسلات والمسرحيات، وبعد انتقالي لمصر شاركت في مسلسل حق ميت بدور كبير ومؤثر، ولكني أركز على المسرح وأقدم العديد من المسرحيات مع المخرج المصري أحمد العطار.
وكيف جاء اختيارك لشخصية أم ليث في بطلوع الروح؟
الأستاذة كاملة أبو ذكري، مخرجة العمل، احتارت في البداية حول شخصيتي، وكان من المفترض أن أجسد شخصية أم سعود الطيبة التي تنقذ روح، ولكن تغير الأمر بعد ذلك واختارتني في شخصية مختلفة تماما وهي أم ليث القاسية والعنيفة.
بما أنك سورية.. هل عاصرتِ أحداث سقوط داعش وحرب الرقة الحقيقية؟
- أنا تركت سوريا عام 2012، وفي هذا الوقت لم يكن هذا القدر الكبير من القتل والعنف، إضافة إلى أنني كنت أعيش في دمشق وليس الرقة، ولكني أعرف العديد من الأشخاص الذين مروا بهذه الأحداث ومن بينهم أصدقائي الذين قتلوا واعتقلوا أثناء حرب الرقة.
من كان مرجعك الأساسي لشخصية أم ليث؟
- تواصلت مع أصدقاء سوريين من الرقة كانوا موجودين أثناء وجود داعش وسألتهم عن تفاصيل الحياة حينها وخاصةً عن كتيبة الخنساء، بجانب قرائتي العديد من التقارير والتحقيقات عن كتيبة لواء الخنساء، والتقيت فتاة كانت في كتيبة الخنساء واخترتها لتكون هي المرجع لي لبناء تاريخ شخصية أم ليث ووجدت بفضلها مبررات لتجسيد الشخصية.
كيف وجدت مبررات لما تفعله أم ليث.. وهل حب الممثل للشخصية عامل أساسي في اتقانها؟
-كنت مضطرة للعثور على مبررات حتى أفهم دوافع أم ليث، والممثل يجب أن يحب أي شخصية يجسدها وإلا لن يستطع تجسيدها بصدق وينسجم معها وهذا جزء كبير من صعوبة مهنة التمثيل، مطلوب مني أفهم وأحب أي حد حتى إذا كان شخصا مختلًا مثل أم ليث.
كيف كان شعورك أثناء مشاهد الجلد والتعذيب؟
- كواليس المشاهد جميعها كانت صعبة ومشدودة بشكل عام، وذلك بحكم صعوبة الموضوع، إضافة إلى ظروف المكان ومشاهد الضرب والجلد كانت من أكثر المشاهد الصعبة، وكنت أحاول التعامل بأكبر قدر ممكن من التركيز أثناء تواجدي في اللوكيشن سواء أثناء المشهد أو قبل وبعد.
إلى أي مدى تأثرتِ بطلوع الروح نفسيًا؟
-أثر عليا جدا من أول لحظة مسكت فيها النص حتى آخر لحظة كنت أصور فيها، أولا الدور صعب جدا وخاصةً على شخص مثلي يعلم ما حدث في سوريا والتصوير كان في لبنان وهي قريبة جدا من سوريا التي لا أستطيع الذهاب إليها، وهذا مستوى آخر من الصعوبة بجانب العنف الموجود في شخصية أم ليث، وكنت أرى كوابيس طوال الوقت أثناء التصوير وكانت تدور جميعها في سوريا.
كيف رأيتِ الهجوم الذي تعرض له المسلسل قبل عرضه؟
- صراحةً أي انتقاد قبل العرض أو قبل مشاهدة المسلسل هو شيء غريب جدا ولا أستطيع تقبله أو استيعابه، الجمهور يجب أن يشاهد المسلسل أولا ثم ينتقد كما يحب، وأفضل حل هو تجاهل هذا الهجوم.
هل أبعدك المسرح عن التلفزيون وكيف تنسقين بينهما؟
- "لا أبدا.. المسرح له الأولوية عندي طول الوقت وهو المكان اللي اتعلمت فيه كل حاجة، في سوريا كنت قادرة أوفق بين المسرح والتلفزيون، في مصر ده ماكانش سهل وخاصة أن أغلب المسرحيات الي بعملها بيكون فيها جولات عالمية في أوربا وغيرها وبكون متفقة من قبليها بسنة على مواعيد الجولات، وبالتالي التوفيق بين الاتنين كان صعب، بس انا هاحاول اعمل كده لو قدرت".
ظهرتِ في حق ميت وبطلوع الروح بشخصية شريرة، ألم يسبب حصرك في أدوار الشر قلقا لكِ؟
- أتمنى ألا يحصرني المخرجين في أدوار الشر بعد بطلوع الروح مثلما يحدث مع العديد من الفنانين عندما ينجحون في تجسيد شخصية محددة، ولكني بالطبع أحب تقديم جميع الشخصيات وأي دور أشعر أن به تحدٍ لي كممثلة.
وماذا عن أعمالك المقبلة؟
-أحضر لمسرحية تحمل اسم كل حاجة حلوة وهي مونو دراما من إخراج أحمد العطار وستعرض في أحد مسارح القاهرة من 12 إلى 16 مايو المقبل.