تهديدات حماس ونفوذ إيران تدفعان تركيا إلى تغيير سياستها في الشرق الأوسط
كيف تعاملت وتعاطت الصحف الغربية مع الخطاب الأخير ليحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة؟.. سؤال دقيق ومهم باتت الإجابة عليه أمرًا دقيقًا، في ظل تطورات الموقف السياسي الحاصل الآن بالمنطقة.
القاهرة 24 حاول متابعة تداعيات هذا الخطاب في بعض من الصحف الغربية، حيث أشارت دورية jewishpress التابعة للجالية اليهودية العالمية إلى سعي يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الآن للحوار على المعسكر الإيراني.
يأتي هذا عقب إعلان عدد من المنصات الإعلامية الرسمية التابعة لمنظومة حركة الإخوان المسلمين في تركيا، أن أنقرة قررت رسميا تقييد حركة عناصر حركة حماس عبر أراضيها، بل وتمنع قياداتها من التحرك، انطلاقًا من أراضيها، وضيقت الخناق عليها أمنيًا.
نفوذ إيران وتغير سياسة تركيا
التغيير في موقف تركيا؛ يعود إلى الخوف من النفوذ الإيراني في الضفة الغربية، ومحاولة طهران حصد أي مكاسب استراتيجية من وراء حماس؛ الأمر الذي أثار غضب تركيا بصورة لافتة، حسب مواقع للمعارضة التركية.
كما أكدت مصادر سياسية، أن العاهل السعودي الملك سلمان؛ ناقش مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ العلاقة بين حماس وإيران، وتأثير ذلك على الأمن الإقليمي ذاته، عقب حديث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس؛ بشأن ما حدث خلال الأسبوعين الأخيرين، من إصابة أكثر من 300 فلسطيني في اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في باحة المسجد الأقصى، بالتزامن مع شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
تغيرات استراتيجية في تركيا
وحذر السنوار، من استباحة آلاف الكنس اليهودية في العالم، في حال تكرر دخول عناصر الشرطة الإسرائيلية إلى المسجد الأقصى القبلي، مضيفًا أن الاحتلال يريد أن يُحول هذه المعركة إلى معركة دينية، ونفضل ألا نحول هذه المعركة إلى دينية، لكن إذا أراد أن يُحولها المتطرفون لمعركة دينية، فنحن لها وقبلنا التحدي.
ويبدو أن تصريحات رئيس حركة حماس، طالت تركيا أيضًا في ظل التغيرات الاستراتيجية التي تعيشها حاليًا، وهي ما دفعت حكومة أنقرة إلى وقف أبواقها العدائية تجاه الدول المُجاورة، ومحاولة تصحيح الأخطاء؛ التي ارتكبت خلال السنوات الماضية، بعد فترة من العُزلة العربية؛ شهدتها إبان تولي جماعة الإخوان الإرهابية مقاليد الحُكم في مصر، وأيضًا في ظل تحالف حركة حماس مع إيران، والتي تثير مخاوف لدى دول عديدة.
مساع تركيا بشأن تواجد أعضاء الجماعة الإرهابية على أراضيها؛ يأتي تزمنًا مع تطورات الموقف السياسي والأمني بالعالم أو بالشرق الأوسط، لا سيما بعد أن عانت من أزمة اقتصادية طاحنة؛ كبدتها خسائر فادحة.
اهتمام غربي بتهديد السنوار
تهديدات رئيس حركة حماس، دفعت وكالة الأنباء الأوروبية؛ إلى تسليط الضوء على الدعوة للهجوم على أدوار العبادة، حيث نشرت صحيفة جويش الأمريكية، مقالا تحت عنوان السنوار يتوعد بـ استباحة الكنس اليهودية في العالم إذا تكرر دخول الشرطة الاسرائيلية للمسجد الأقصى.
وقالت الوكالة إن السنوار دعا منصور عباس، رئيس القائمة العربية؛ التي لها 4 أعضاء في الكنيست الإسرائيلي إلى الانسحاب من الحكومة الإسرائيلية.
وتابع: أقول لمنصور عباس إن تشكيلكم شبكة أمان لهذه الحكومة؛ التي تأخذ القرار باستباحة الأقصى، هو جريمة لا يمكن أن تغفر لكم، وزيارة اليهود للمسجد الأقصى بالنسبة إلى الفلسطينيين تعتبر اقتحامًا.
رفض دولي لسياسات حماس الإرهابية
وبات من الواضح، أن العالم لم يعد يقبل بالكثير من سياسات حركة حماس أو توجهاتها السياسية، خاصة عقب تأكيد السنوار بأهمية التحالف مع إيران، واندفاعه الواضح في الحديث عن عظمة طهران وقوتها؛ في رسالة سياسية دقيقة مُفادها، بأن حماس ستعوض الغياب التركي، نظرا لثبات موقع طهران تجاه حركة المقاومة الفلسطينية.