حسن مغازي يهاجم أمل دنقل.. فلماذا يلفُّ المثقفون ويدورون؟
تشهد الساحة الثقافية حالة كبيرة من الجدل ومعركة جديدة حول الشاعر أمل دنقل بعد أن هاجمه أحد الأكاديميين، مؤكدا أنه شعره مسروق، مستشهدا بقصيدة أمل الشهيرة لا تصالح.
الهجوم على أمل دنقل جاء من قبل الدكتور حسن مغازي، أستاذ النحو والصرف والعروض، حيث أكد حسن مغازي أن أمل دنقل سرق قصيدته المعروفة لا تصالح من ثلاثين بيتا كتبها الأمير كليب بدمه على صخرة بإصبعه مغموسة في دمه المتدفق من طعنة جساس، يوجه كل بيت فيها إلى أخيه المهلهل.
مما يقوله الدكتور حسن مغازي أيضا: استغل اللص الفاشل - يقصد أمل دنقل - هزيمتنا في يونيو 67؛ ليبث في الدهماء احتياجهم نفسيا إلى دلالتها بعد إفساده شكلها في الشِّحْر العُر - يقصد الشعر الحر- الذي لا يحسن سواه.
هجوم الدكتور حسن مغازي لم يكن الهجوم الأول ولم يتوقف على أمل دنقل وحده؛ بل إن الدكتور حسن مغازي في كل مقام ومقال وفي كل نادٍ وسامِر، لا يعترف بما يسمى الشعر الحر من الأساس، ودائما ما يصف كل رواد الشعر الحر أمثال نازك الملائكة وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وأحمد مطر ومحمد عفيفي مطر وأنصاره بالفشلة، وأنهم يكتبون هذا اللون من الكتابة لأنهم يعجزون عن كتابة الشعر العمودي الموزون.
الوسط الثقافي رفض هجوم الدكتور حسن مغازي أمل دنقل، لكن هذا الرفض جاء على طريقتين: الأول هو تجاهله وعدم الرد عليه بالأساس، والثاني أن البعض أخذ على عاتقه الرد على حسن مغازي مع ذكر كلامه، دون ذكر اسمه، وهو ما فعله الكاتب فتحي عبد السميع؛ حيث كتب مقالة بأحد المواقع الإلكترونية، ذكر فيها أن الكلام عن أمل دنقل يحمل أخطاء علمية شنيعة، فالحُكْم الصارم، والتعميم المطلق بأن جميع المنسوب إلى أمل دنقل سرقة، يكشف عن عقلية لا تفهم معنى العلم أساسًا، مؤكدًا أن الكلام عن أمل دنقل بهذه الطريقة تشويه له.
ولا أعلم لماذا اللف والدوران والتعمية على شخص مهاجم أمل دنقل؟ نحن هنا نكشف صراحة لمن لا يعرف أن الدكتور حسن مغازي هو صاحب الهجوم على أمل دنقل، وحسن مغازي لمن لا يعرف أكاديمي وشاعر وعروضي، أنا وأنت نختلف معه كثيرًا كما نشاء، لكن الإصرار على عدم التصريح باسمه وأنه صاحب تلك الأفكار ليس في صالح معارضيه بالأساس، فالقول إنه لا يستحق الرد كما يزعم البعض مرفوض لكون الرجل يفصح عن نفسه ولا يتحدث في الخفاء ويطرح ما يقول تصريحًا لا تلميحًا بل منذ سنوات، ولسان حاله يقول: هل من مبارز؟ وعدم الرد عليه يعني ضمنيًا عجز الطرف الآخر وقلة حيلته والتسليم له، كما أنه أستاذ جامعي وله أرضية الطلابية على الأقل، وتأثيره فيهم يعني اتساع دائرة أفكاره وترسيخها.
رفض على طريقة إياكِ أعني فاسمعي يا جارة
على الوسط الثقافي الآن أن يقبل المعركة التي فرضها الدكتور حسن مغازي بصراحة وبوضوح ودون أدنى لفَّ ودوران حتى يفهم من يريد أن يفهم أبعاد وأطراف الأزمة، خاصة أنه مغازي أعلن ترحيبه بالمعارك على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أو أن يدعه معارضوه وشأنه، فلا يمكن لإنسان يريد تبين الأمور أن يفهم وجهة نظر طرفين متساجلين على طريقة إياكِ أعني فاسمعي يا جارة، فيعرف طرف، ويبقى الطرف الآخر في دائرة التخمين.