الرواية والفلاح.. يوسف إدريس يبحث عن العدالة الاجتماعية في الحرام
حرص عدد من الكتاب على أن يجعلوا الريف هو المكان المحوري الذي تقع فيه أحداث أعمالهم الروائية، واستطاعوا أن ينقلوا بحرفية عالية عالم الفلاح والقرية، والعلاقات الإنسانية بين شخصيات القرية.
رواية الحرام للكاتب يوسف إدريس تدور حول عمال التراحيل الغرابوة وهم فلاحون يعملون بالأجر، يذهبون للعمل في التفتيش في موسم القطن ويتم العثور على لقيط ميت أثناء الموسم، فيشك فكري أفندي ناظر التفتيش أن تكون أم اللقيط واحدة من الغرابوة، وتتوالى الأحداث بعد ذلك حتى يتم التوصل إلى أم اللقيط، لكن فكري أفندي يرفض إبلاغ الشرطة عن الحادث.
ولا يمكن اعتبار رواية الفلاح للكاتب الكبير يوسف إدريس رواية تدور حول امرأة تحمل سفاحا من فلاح بسبب جذر بطاطا ومحاولة مداراة حملها عن زوجها والناس حتى تضعه خلسة وتقتله خطأ ومن ثم تموت بعده مباشر حزنا عليه فتلك هي النظرة السطحية للرواية.
إن الكاتب يوسف إدريس يحاول في الرواية إدانة الظلم الاجتماعي الذي كان واقعا على الفلاح خصوصا قبل ثورة 1952 فهو مجرد عامل تراحيل أجير في تفتيش الباشوات ويعاني من احتقار المجتمع له، ويظهر يوسف إدريس التفاوت الطبقي في المجتمع، فأهل التفتيش يملكون المال والأرض ويرتدون الملابس النظيفة، لذلك فهم يحتقرون الغرابوة وينظرون إليهم نظرة احتقار، فيطرح يوسف إدريس فكره الاشتراكي في الرواية وضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد.
الرواية على شاشة السينما
تم تحويل رواية الحرام إلى فيلم سينمائ بعد ذلك من بطولة الفنانة الكبيرة فاتن حمامة والفنانون عبد الله غيث وزكي رستم، وحسن البارودي، وسامي سرحان وعبد العليم خطاب وحسن مصطفى، من إخراج هنري بركات.