هل صيام ست من شوال مكروه؟.. والأفضل متتابعة أم متفرقة؟
هل صيام ست من شوال مكروه؟، يبحث كثير من المواطنين خلال هذه الساعات عن حكم صيام الستة أيام من شوال، وهل صيام ست من شوال مكروه؟، حيث يحرص عدد كبير من المسلمين على صيام الستة أيام من شوال، لما ورد في ذلك من أحاديث ونصوص كثيرة بينت فضلها.
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على صيام الستة أيام من شوال، حيث قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر، ومن ثم يجب أن يحرص كل مسلم على هذه الست وألا يدعها تفوت ولا يحصل على هذا الأجر العظيم.
هل صيام ست من شوال مكروه؟
دار الإفتاء المصرية، أوضحت حكم صيام ست من شوال وهل صيام ست من شوال مكروه وكذلك حقيقة إنكار المالكية لصيام هذه الأيام مع ثبوت الحديث في ذلك؟.
وقالت الإفتاء في فتوى سابقة منشورة عبر موقعها الإلكتروني بتاريخ 01 يوليه 2019: صيام الأيام الست من شوال مندوبٌ إليه شرعًا، وهناك سعة في تفريقها وعدم التتابع فيها على مدار الشهر، وإن كان التتابع في صومها بعد عيد الفطر هو الأفضل لمن استطاع.
صيام ست من شوال عند المالكية
وحول صيام ست من شوال عند المالكية أوضحت أن ما اشتهر عن المالكية من القول بكراهة صيام هذه الأيام مطلقًا فليس بصحيح، بل إنهم يستحبون صيامها، والقول بالكراهة عندهم إنما هو مرتبط بالخطأ في إلحاق هذه الأيام برمضان اعتقادًا بوجوبها، فإذا زالت هذه العلة زال حكم الكراهة.
وأضافت: ورد في السنة المشرفة الحث على صيام ستة أيام من شوال عقب إتمام صوم رمضان، وأن ذلك يعدل في الثواب صيام سنة كاملة؛ فروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر.
وأكملت الإفتاء: وتفسير أن ذلك يعدل هذا القدر من الثواب، هو أن الحسنة بعشر أمثالها؛ روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا»، وعليه: فصيام شهر رمضان يعدل صيام عشرة أشهر، وصيام الستة أيام من شوال يعدل ستين يومًا قدر شهرين، فيكون المجموع اثني عشر شهرًا تمام السنة.
واستطردت: وقد جاء التصريح بهذا فيما رواه النسائي في الكبرى وابن خزيمة في صحيحه عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بِشَهْرَيْنِ؛ فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ».
صيام ست من شوال
صيام ست من شوال متتابعة أو متفرقة سواء؟
وحول صيام ست من شوال متتابعة أو متفرقة سواء أجابت دار الإفتاء على السؤال الوارد إليها نصه: هل لا بُدّ في صيام الستة أيام من شوال أن تكون متتابعة بعد يوم العيد؟ أو أنَّ هناك سعة في ذلك، ويمكن تفريق صيامها على مدار شهر شوال؟.
وأضحت دار الإفتاء، أن هناك توسعة في صيام الأيام الستة من شوال؛ فيجوز تفريق صيامها على مدار الشهر، ولا يجب التتابع فيها، وإن كان التتابع في صومهم بعد عيد الفطر أفضل وأولى، إلَّا إذا عارضه ما هو أرجح منه من المصالح؛ مثل: صلة الرحم، وإكرام الضيف.
ونوهت دار الإفتاء : وقد اختلف الفقهاء في الأفضل في صيامها هل هو التتابع أو التفريق؟، مضيفة: فذهب الحنفية إلى أفضلية التفريق؛ قال الإمام الحصكفي الحنفي في الدر المختار: (وندب تفريق صوم الستّ من شوال)، ولا يُكْرَه التتابع على المختار.
وواصلت دار الإفتاء : وذهب الشافعية والحنابلة إلى أفضلية التتابع؛ قال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في مغني المحتاج: يُسْتحبُّ لمَن صام رمضان أن يتبعه بستٍّ من شوال كلفظ الحديث، وتحصل السنّةُ بصومها متفرقةً، ولكن تتابعها أفضل عقب العيد؛ مبادرةً إلى العبادة، ولما في التأخير من الآفات.
وأردفت: وهذه الأفضلية عند هؤلاء الفقهاء يمكن أن تنتفي إذا عارضها ما هو أرجح؛ كتطييب خواطر الناس؛ إذا كان الإنسان يجتمع مع أقاربه مثلًا على وليمة يُدْعَى إليها، فمثل هذه الأمور من مراعاة صلة الرحم وإدخال السرور على القرابة لا شكّ أنَّها أرجحُ من المبادرة إلى الصيام عقب العيد أو التتابع بين أيامه، وقد نصّ علماء الشافعية والحنابلة على أنَّ الكراهة تنتفي بالحاجة.
ما حكم الجمع بين صيام القضاء وصيام ست من شوال؟
فيما ردت دار الإفتاء على سؤال ورد إليها نصه: على هل يجوز أن يجمع الإنسان بين نية صيام القضاء ونية صيام الأيام الستة من شوال؟.
وقالت في فتوى سابقة منشورة عبر موقعها الإلكتروني بتاريخ 12 سبتمبر 2011: نعم يجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض، فيقضي ما فاته من رمضان في شهر شوال ويكتفي بكل يوم يقضيه عن صيام يوم من الست من شوال، ويحصل بذلك على الأجرين، والأكمل والأفضل أن يصوم كلًّا منهما على حدة.