مع تصاعد التوترات بين الشرق والغرب.. هل ينهار بنك HSBC؟
وفقًا لمقال رأي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم السبت، فإن بنك HSBC، والذي كان يومًا ما رائدًا للعولمة، يكافح لإرضاء المستثمرين وسط الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والأزمة في هونغ كونغ.
عندما وصل مارك تاكر إلى منصب رئيس مجلس الإدارة الجديد لبنك HSBC في أكتوبر عام 2017، كان مستعدًا لمواجهة التحديات التي تواجه البنك الذي يبلغ عمره الآن 157 عامًا، والذي كان في منتصف فترة من الاضطرابات الشديدة، فقد كان HSBC وقتها يخفض من حجم استثماراته ويبيع الشركات الصغيرة وذات الأداء الضعيف ويقضي على آلاف الوظائف في البنك ليحاول التكيف مع حقبة ما بعد الأزمة المالية.
فهل على مارك تاكر الآن أن يقوم بتقسيم وتفكيك بنك HSBC؟
كرئيس لشركة التأمين "برودينشال" في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، صمد تاكر أمام الدعوات لفصل الأعمال الأضعف في المملكة المتحدة عن الأعمال الآسيوية الأكثر ربحًا. ومع ذلك، أثبتت مقاومته في النهاية أنها غير مجدية، حيث انقسمت شركة "برودينشال" في النهاية.
تواجه مارك تاكر، رئيس مجلس الإدارة، مشكلة مماثلة الآن في HSBC، بعد أن أعاد أكبر مستثمر، وهي مجموعة التأمين الصينية "بينج ان"، إحياء الدعوات لفصل الأعمال الآسيوية المربحة للبنك عن بقية الأعمال.
بحلول الأزمة المالية لعام 2008 - وفي ذلك الوقت كان لبنك HSBC وجود في 86 دولة ونقل مقره الرئيسي منذ فترة طويلة إلى لندن، وكانت الأسواق المحلية التقليدية للبنك لا تزال تمثل معظم أرباحه.
وقبل الضغط علنًا من أجل التقسيم أو الانفصال، دعت شركة "بينج ان" بشكل خاص HSBC إلى الخروج من المشاريع التي تستنزف الأموال في الغرب وإعادة التركيز على آسيا، والشروع في خطة لخفض التكاليف.
فكان أخر قرار لبنك HSBC هو التخلي عن بنوك التجزئة في الولايات المتحدة وفرنسا، وتقلص وجوده من 86 إلى 64 دولة منذ الأزمة المالية.
وازداد النقاش حول تفكيك بنك HSBC، حيث أعربت شركة "بينج ان" الصينية عن خيبة أملها حيال العائد على استثماراتها، بعد أن شهدت إلغاء توزيع الأرباح خلال أول إغلاق للمملكة المتحدة، وأصبح مستوى الأرباح أقل من نصف المستوى الذي شوهد قبل الوباء.
واقترح البعض انشاء تصويت للمساهمين على تقسيم العمليات الآسيوية والغربية لبنك HSBC وسيكون استفتاء على استراتيجية البنك تحت قيادة تاكر.
وزادت دعوات "بينج ان" إلى الانقسام في زيادة الامر سوءًا بعد ضعف دور HSBC الممتد بين الشرق والغرب بسبب المناخ السياسي الغير مستقر وموجة من الحمائية التي شحنتها حرب دونالد ترامب التجارية مع الصين والتي ازدادت سوءًا خلال الوباء.
