اختلاف العلماء في صيام ست من شوال.. هل سنة مؤكدة؟
اختلاف العلماء في صيام ست من شوال هل صيام الـ 6 البيض من من شوال سنة مؤكدة.. سؤال يراود أذهان الكثير من الأشخاص في هذه الآونة، حيث يحرص البعض على صيام هذه الأيام والحصول على فضلها، بينما يتردد آخرون من باب الكسل وفتور الطاعة بد انقضاء شهر رمضان، وهو ما يتطلب ضرورة التأكيد بالإجابة على هل صيام سنة من شوال سنة مؤكدة أم لا؟ وإذا كانت مؤكدة ما هو فضل صيام الست من شوال؟
هل صيام ستة من شوال سنة مؤكدة
يرغب الكثير من المسلمين في معرفة هل صيام سنة من شوال سنة مؤكدة أي ثبت فعلها عن النبي صل الله عليه وسلم أم لا، حيث بدأ موعد صيام الست من شوال مع فجر ثاني أيام عيد الفطر المبارك، ومن المفترض استمرار فرصة صيام هذه الأيام طوال شهر شوال إلى ان يثبت رؤية هلال شهر ذي القعدة 1443 وبه ينتهي فضل صيام الست من شوال.
صيام الست من شوال سنة مؤكدة ففي صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر، ولم يرد في السنة العملية ما يفيد كيفية صيام النبي لهذه الأيام من شوال سواء كانت متفرقة أو متتابعة، وليس من شرط السنة أن يتوارد على ثبوتها القول والفعل، بل من السنة ما ثبت بفعله صلى الله عليه وسلم ولم يرد ترغيبٌ فيه بالقول كالاعتكاف فإنه ليس في فضله حديث صحيح، ولكنه مسنون قطعا بفعل النبي.
ومن جانبها أكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام ستة من شوال سنة مؤكدة ولها أجر صيام الدهر كله إذا ما قورنت بصيام شهر رمضان، ولذلك يحصل الأجر من صام هذه الأيام ولا يأثم تاركها، ومن السنة ما يثبتُ بالقول دون الفعل، وقد يتركه النبي صلى الله عليه وسلم لعارض أو لبيان جواز الترك كصلاة الضحى، وهو ما يؤكد عدم وجوب صيام الستة من شوال ولكن صيامها لها عظيم الفضل في المداومة على الطاعة بعد شهر رمضان وجبر نقص ما حدث في الفريضة.
مدى صحة حديث صيام ست من شوال
حديث (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) رواه مسلم في صحيحه عن سعد بن سعيد بن قيس، وقد استحب صيام الست من شوال أكثر العلماء، وعدم وجود المزيد من العلم بصوم النبي صلى الله عليه وسلم لها، لا يدل على أنه لم يصمها، بل يحتمل صيامها مع عدم نقلها حتى لا تأخذ حكم الوجوب.
وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). " وفي رواية: " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة " النسائي وابن ماجة وهو في صحيح الترغيب والترهيب 1/421 ورواه ابن خزيمة بلفظ: " صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة ".
وبالتالي فإن صيام الستة من شوال سنة مستحبة وليست بواجبة وعلى المسلم صيامها كما تيسر له فإذا شاء صامها في أوله، أو في أثنائه، أو في آخره، وإن شاء فرقها، وإن شاء تابعها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق صيامها ولم يذكر تتابعا ولا تفريقا، وبخلاص صيام الست من شوال، فقد جعل النبي العام كله محل صيام التطوع كيوم عرفة لغير الحجاج، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر "الأيام البيض"، ويوم الإثنين والخميس، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك.
اختلاف العلماء في صيام ست من شوال
على الرغم من ثبوت صحة الأحاديث النبوية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صيام الستة من شوال، إلا أن هناك اختلاف بين العلماء من جمهور المذاهب الأربعة حول صيام هذه الأيام، فقد ذهب الشافعية، والحنابلة، والبعض من المالكية إلى استحباب صيام الست من شوال استنادا للحديث الشريف عن ثوبان مولى الرسول عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: «صيامُ شهرِ رمضانَ بعشرةِ أشهرٍ، وصيامُ ستةِ أيامٍ بعدَهُ بشهرينِ، فذلكَ صيامُ السنةِ».
بينما ذهب بعض فقهاء المذهب الحنفي، والمالكي إلى كراهة صيام الستة من شوال على اعتبارها بدعة تُلزم وجوب الصيام، كما أن إلحاق الست من شوال بشهر رمضان قد يترتب عليه اعتقاد البعض كونها جزءا من رمضان وبالتالي تأخذ حكم الفرض وليس السنة المستحبة أو المؤكدة وفقا لهذا الرأي.
أحاديث عن صيام الست من شوال
عن أبي أيوب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر» قال الألباني حديث صحيح رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» حديث صحيح رواه ابن ماجه ورواه النسائي ولفظه «صحيح» جعل الله الحسنة بعشر امثالها، فشهر بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة، وابن خزيمة في صحيحه، ولفظه «صحيح» وهو رواية النسائي قال «صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة».
وابن حبان في صحيحه ولفظه «صحيح» «من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة».
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر» رواه البزار، وأحد طرقه عنده صحيح.
فضل صيام الست من شوال
يكتمل بـ صيام الست من شوال الحاصل في صيام شهر رمضان، وبالتالي يكتمل أجر الصيام ويتضاعف ليحصل الصائم على أجر الدهر كله، حيث يحصل المسلم على أجر صيام شهر رمضان 300 حسنة عن 30 يوم فالحسنة بعشر امثالها، ومن ثم يحصل على أجر صيام الست من شوال 60 حسنة ليكون المجموع 360 والله يضاعف لمن يشاء.
يتضح فضل صيام الست من شوال أيضا في حرص المؤمن على إتباع سنة النبي صل الله عليه وسلم وإتباع هديه بصيام التطوع والإكثار من النوافل التي يكتمل بها نقص الفرائض يوم القيامة، ومن خلال صيام الست من شوال سيستمر المسلم على الطاعة بتأدية عبادة الدعاء والذكر وتلاوة القرآن، وسيحقق بذلك القرب من الله عز وجل الذي يحب المداومة على الطاعات وإن قلت.