أنين الوجع.. مسنة سبعينية تعيش بشهادة ميلاد وتبحث عن حياة كريمة بالأقصر: عايزة بطاقة شخصية وأتعالج وأحج
بين المرض وفقر الحال؛ تجلس رقيه علي محمد صاحبة الـ 72 عاما في منزلها المتواضع المُشيد من قِبل منظمات المجتمع المدني بنجع الرزقة بالبر الغربي لمحافظة الأقصر؛ تبحث عن حياة كريمة، بعد أن توفي زوجها في الشهر الماضي، لتبدأ معاناتها وأوجاعها منذ ذلك الوقت.
حياة على الفطرة في الصعيد
عاشت رقية مسنة الأقصر على الفطرة، حيث ولدت في منزل ريفي عام 1955، وتزوجت على سنة الله ورسوله، وأنجبت ذكرًا يدعى فرج، ولم تنجب غيره، لكن بساطة الحال وطيبة القلب لدى المسنة الصعيدية وزوجها؛ دفعتهما إلى عدم توثيق الزواج بشكل رسمي، إلى أن توفي الزوج الشهر الماضي.
زوجها بائع ترمس
زوج المسنة رقية يدعى العم جاد، فهو من أبناء قرية البعيرات التابعة لمركز ومدينة القرنة بالبر الغربي لمحافظة الأقصر؛ اشتهر ببيع أكياس الترمس لكي يكسب قوت يومه، ويعيش حياته بالحلال من عرق جبينه، ولم يكن لديه أي وظيفة يحصل منها على معاش، لكونه من ضمن العمالة المنتظمة، فعاش على بيع الترمس، للإنفاق على أسرته البسيطة وتوفي عليه.
معاناة بعد الوفاة
بدأت معاناة المسنة رقية بالأقصر عندما توفي زوجها، حيث أرادت الحصول على معاش تكافل وكرامة حتى تعيش حياة كريمة، لكن البطاقة الشخصية وقفت حائلا أمام ذلك، فلم تعلم المسنة أن توثيق أوراق الزواج مهم فيما بعد، حتى أن شهادة الوفاة يتطلب استخراجها؛ وجود عقد الزواج.
زواج على الأوراق سنه
تقول رقية علي مسنة الأقصر، لـ القاهرة 24، إن أوراق السنة فقدتها خلال الأعوام الماضية، ولم يتم توثيقها عند المأذون حتى توفي الزوج الشهر الماضي، مضيفة أنها تعاني أشد المعاناة بين أروقة السجل المدني، إذ أكدت لها الموظفة، ضرورة إحضار عقد الزواج وشهادة الوفاة، حتى أن تكتب أرملة، وحال عدم إحضار ذلك؛ سوف تكتب صاحبة الـ 72 عاما في البطاقة الشخصية آنسة - أي غير متزوجة.
بطاقة شخصية وحياة كريمة
وسط حيرة؛ عادت رقية مسنة الأقصر إلى منزلها، ولم تجد أي أوراق تثبت أنها مُتزوجة لاستصدار شهادة الوفاة، حتى تتمكن من على معاش يوفر دخل شهري ثابت، كما أن نجلها الوحيد متزوج ويعمل أُرزقي ولا يحمل أي وظيفة، مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية، ومجلس الوزراء وكافة الجهات المعنية، بالتدخل لإنهاء أزمتها.
أمنيات بسيطة
وتعاني رقية علي، مسنة الأقصر من آلام العظام والمفاصل وصعوبة الحركة، وتأمل أن تحصل على رعاية صحية في الوقت الذي لم تحمل فيه بطاقة شخصية سوى شهادة ميلاد فقط، كما تحلم بتوظيف نجلها الوحيد، وأن يقدم لها الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر؛ رحلة الحج إلى بيت الله قبل أن تتوفى.
مسنة في الأقصر تبحث عن حياة كريمة بعد تعثرها على حصولها بطاقة شخصية
