حكم الإفطار في صيام الست من شوال.. هل يلزم القضاء؟
حكم الإفطار في صيام الست من شوال هو ما يبحث عنه بعض الأشخاص، فمن المعلوم حكم الإفطار في صيام القضاء، إلا أن حكم الإفطار في صيام التطوع بدون عذر غير معلوم للكثيرين، ولذلك نوضحه لكم بالتزامن مع صيام الست من شوال في هذه الآونة والذي ينتهي موعده بانتهاء شهر شوال، فـ هل يجوز قطع صيام التطوع بدون عذر؟
حكم الإفطار في صيام الست من شوال
حكم الإفطار في صيام الست من شوال جائز برأي أغلبية العلماء مع استحباب وجود العذر القوي للإفطار واستدلوا بذلك على فعل النبي صل الله عليه وسلم عندما أتي ذات يوم ببيت عائشة رضي الله عنها فقال: هل عندكم شيء؟ قالوا: لا. قال: فإني -إذًا- صائم، ثم أتى في يوم آخر، فقال: هل عندكم شيء؟ قالوا: نعم. فقربوه إليه فأكل وقال: لقد أصبحت صائمًا، فأكل عليه الصلاة والسلام، فالأمر فيه سعة، لكن الأفضل له أن يتم الصوم إذا كان ما هناك سبب واضح، مثل صيام الست من شوال، والإفطار جائز لعذر شرعي.
صيام الست من شوال سنة مؤكدة يثاب من يفعلها ولا يأثم من يتركها، ولكنها من السنن المستحب إحيائها لنيل ثوابها الذي يعادي صيام الدهر كله، إذا ما قورن بصيام شهر رمضان، وفقا لحديث أبي أيوب الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، وذلك على الرغم من اختلاف العلماء في صيام ست من شوال والذي كره المذهب المالكي حتى لا يؤخذ على الوجوب والفريضة مثل شهر رمضان.
ونوضح لكم حكم الإفطار في صيام الست من شوال كالتالي:
يجوز قطع صيام التطوع دون حرج وهو رأي المذهب الشافعي والحنبلي استنادا إلى الحديث الشريف المذكور في الأعلى عن النبي صل الله عليه وسلم في بيت السيدة عائشة رصي الله عنها.
حكم الإفطار في صيام الست من شوال غير جائز وهو رأي المذهب المالكي والحنفي، بل ويجوز قضاء يوم مكانه، واستدلوا على ذلك بالحديث الشريف عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: “أهدى لي ولحفصة طعام وكنا صائمتين فأفطرنا ثم دخل رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلنا له يا رسول اللهِ إنا أهديت لنا هدية فاشتهيناها فأفطرنا فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لا عليكما صوما مكانه يوما آخر”.
والرأي الأرجح في حكم الإفطار في صيام الست من شوال هو القول الأول للمذهب الشافعي والحنبلي بالجواز، وقد زاد النسائي في هذه المسألة قائلا: إنما مثل التطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها، وإن شاء حبسها، وقال صل الله عليه وسلم: الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر. رواه أحمد والترمذي.
حكم الإفطار في صيام التطوع بدون عذر
اختلف العلماء في حكم الإفطار في صيام التطوع والتي من بينها صيام الست من شوال بدون عذر على قولين كما أوضحناهما في الأعلى، وما يؤكد جواز الإفطار في صيام التطوع بدون عذر وبدون قضاء الحديث النبوي الذي رواه البخاري عن أبي جحيفة قال: (فجاء أبو الدرداء فصنع له - أي لسلمان - طعاما، فقال: كل فإني صائم، قال سلمان: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال فأكل..... فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق سلمان)
وما يضعف القول بضرورة القضاء عن إفطار صيام التطوع بدون عذر، حديث عائشة رضي الله عنها (أهدي لي ولحفصة طعام وكنا صائمتين فأفطرنا ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا له يا رسول الله إنا أهديت لنا هدية فاشتهيناها فأفطرن وزاده بعضهم: (فلقد أصبحت صائمًا فأكل، وقال: أصوم يوما مكانه)، وقد ضعف النسائي هذه الزيادة، وقال: هي خطأ، وكذا ضعفها الدار قطني والبيهقي.
والقول الراجح لقوة أدلته فيما يتعلق بـ حكم الإفطار في صيام الست من شوال بدون عذر، ما ثبت عن أم هانئ رضي الله عنها أنها قالت: (يا رسول الله لقد أفطرت وكنت صائمة؟ فقال لها: أكنت تقضين شيئا، قالت لا، قال: فلا يضرك إن كان تطوعا).
حكم الإفطار في صيام التطوع والجماع
الجماع خلال صيام التطوع ومنها صيام الست من شوال يفسد الصوم ولا يلزم وجوب الكفارة مثل صيام الفريضة، فمتى جامع الصائم بطل صومه، فرضًا كان أو نفلًا، وكفارة الجماع في نهار رمضان هي قضاء اليوم وعتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما إلا لعذر شرعي كأيام العيدين والتشريق، أو لعذر حسي كالمرض والسفر لغير قصد الفطر، فإن لم يستطع صيام شهرين متتابعين فإطعام ستين مسكينًا لكل مسكين نصف كيلو وعشرة جرامات من البر الجيد.
ونختم لكم حكم الإفطار في صيام الست من شوال بالآية الكريمة "ولا تبطلوا أعمالكم" سورة محمد الآية 33، فمن شرع في نافلة الصوم يستحب له الإتمام.