بين حلم كليات القمة وضغط الأهل.. قصة فتاة تنتحل صفة طالبة بكلية الطب
إما أن تلتحق بكليات القمة أو نعتبرك من الفاشلين.. عبارة تتردد في أذهان الكثيرين منذ عشرات السنين، يرددها الآباء على مسامع الأبناء في مرحلتهم بالثانوية العامة، ويبثوها بأنفسهم، اعتقادا منهم أنها الطريقة الصحيحة والوحيدة لتشجيع الأبناء على المذاكرة والتحصيل، أما في حالة عدم حدوث ذلك وحصول أبنائهم على مجموع لا يؤهله للالتحاق بكليات القمة، فيصاب الطالب بخيبة أمل كبيرة، وهنا يبدأ الأهل في نبذه، وإلقاء اللوم عليه، ومقارنته بغيره.
لعل من أبرز حالات الانتحار من فئة الشباب تنحصر بين طلاب الثانوية العامة في السنوات الأخيرة؛ بسبب سوء مجموعهم والضغط النفسي الواقع عليهم، واعتقادا منهم بالفشل، وأن النجاح لن يعرف طريقهم طيلة حياتهم، فيلجؤون لإنهائها دون النظر لعواقب ذلك، ومنهم من يلجأ لإخفاء الحقيقة، وإخبار الأهل بمجموع خاطئ؛ خوفًا من ردود أفعالهم، ويعيش في كذبة كبيرة، دون الإدراك أن الكذب له نهاية خاصة في هذه الأمور.
طالبة تلتحق بكلية الطب بمجموع 75%
وظهر ذلك منذ أيام، في واقعة بكلية الطب جامعة عين شمس، بعد تداول عدد من الأطباء والطلاب بالكلية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، يروون فيها قصة طالبة التحقت بالكلية بمجموع 75% في الثانوية العامة، وحضرت بالكلية لمدة عامين متتاليين، ما أثار جدلا كبيرا.
واستدعى الدكتور أشرف عمر، عميد كلية الطب بجامعة عين شمس، الطالبة والأطباء الذين نشروا تلك الادعاءات في تحقيق رسمي، لكشف ملابسات الواقعة.
وبعد التحقيق في الأمر، قال الدكتور أشرف عمر، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن نتائج التحقيقات أظهرت أن الطالبة غير ملتحقة بالكلية بشكل رسمي، أي غير مقيدة بأي من سجلات الكلية، ولم تحضر أي امتحان بها، ولكنها تدخل إلى الكلية في أحيان كثيرة عن طريق كارنيه إحدى صديقاتها أو ببعض الطرق الأخرى، مثل إقناع أمن الجامعة بفقدها للكارنيه الخاص بها، وتدخل بالبطاقة الشخصية فقط.
وأضاف عميد كلية الطب أنه بعد التحقيق مع الطالبة وزملائها؛ اتضح أنها حصلت على مجموع 75% في الثانوية العامة، وخوفا من أهلها وردود أفعالهم، أخبرتهم بأنها حصلت على 96%، وتم قبولها في كلية الطب، وأن الطالبة لم تلتحق بأي كلية أخرى منذ تخرجها من الثانوية العامة، وعاشت، وهمّ التحاقها بكلية الطب لمدة سنتين متتاليتين.
وتابع عميد الكلية: الطالبة كذبت الكدبة وصدقتها وعاشت فيها، خوفًا من مواجهة أهلها بالحقيقة، وهي لا تستوعب مدى خطورة الأمر.. لازم أهلها يعرفوا ولكن منها هي حفاظًا على سلامتها.. إحنا منعرفش ممكن رد فعلهم يكون إزاي، هنأهل الطالبة نفسيا عشان تواجههم، وتبدأ في إجراءات الالتحاق بكلية تناسب مجموعها.