البابا يتحدث عن روشتة القوة الروحية في عظته بالإسماعيلية
سافر قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء أمس، إلى محافظة الإسماعيلية، في زيارة رعوية تستغرق يومين.
والتقى قداسة البابا، مسؤولي المحافظة ثم صلى العشية في كنيسة القديس الأنبا بيشوي بمقر مطرانية الإسماعيلية، وبعدها ألقى قداسته عظة اجتماع الأربعاء في الكنيسة ذاتها.
وفي مستهل عظته لأقباط الأسماعيلية، عبر البابا عن سعادته بالمحافظة، مشيرًا إلى أن تلك الزيارة الرعوية تُعد الأولى للإسماعيلية، مثنيًا على قيادات المحافظة ودور رجال الشرطة والجيش في حفظ النظام، وجاء نص وعظته كالتالي:
أنا سعيد للغاية إني أزور بلادكم الجميلة الإسماعيلية، وتعتبر أول زيارة رعوية للأيبارشية ولأخينا الحبيب الأنبا سيرافيم أسقف الإسماعيلية. جئت هنا قبل الرهبنة مع رحلات الكنيسة وجئت وأنا راهب مع رحلات الخدام وايضًا في نياحة الأنبا أغاثون، ومؤخرًا وقت إفتتاح قناة السويس وقبل الأفتتاح بشهر في ضيافة سيادة الفريق مهاب مميش الذي أكن له كل محبة وتقدير وإعتزاز.
أنا سعيد أن ألتقي مع كل القيادات في هذه المحافظة الهادئة الجميلة، الوزير أركان حرب اللواء حمدي عثمان محافظ الإسماعيلية، وكل القيادات التنفيذية والتشريعية والدينية والشعبية والعسكرية والشرطية. وأود أن أشكر شكر خاص للشرطة والقوات المسلحة في حفظهم النظام ويستحقوا كل تقدير ومحبة لمحبتهم وتعبهم في تنظيم هذه الزيارة.
أشكر الجميع وسعيد أن أقابل معكم أهل الإسماعيلية وأهل العريش أيضًا. أهلا وسهلا بيكم ونصلي من أجل هدوء منطقة الشمال في سيناء وترجعوا أماكنكم بكل سلامة وفي خدمة الكنيسة هناك وكل شئ له تحت السماء وقت فالله يدبر كل شئ. سعيد أن أتقابل مع الآباء الأحباء نيافة الأنبا تادرس مطران بورسعيد، ونيافة الأنبا بطرس الأسقف العام، ونيافة الأنبا بموا أسقف السويس، ونيافة الأنبا ميخائيل الأسقف العام، مع الآباء الكهنة والرهبان والشمامسة ومع الكورال الجميل. لقد زرت جميع كنائس الإسماعيلية في العرض (presentation) المنظم والمختصر وبالحقيقة فكرة جميلة جدًا ربنا يبارك كل كنيسة وكل مكان.
نيافة الأنبا سيرافيم أخ مبارك ومحبوب أنا أحبه شخصيًا وأول مرة أتعامل مع سيدنا الأنبا سيرافيم كان في سبتمبر 2008 وذهبنا سويًا لزيارة المتنيح البابا شنودة في أمريكا وقت تعبه، وكانت أول زيارة لنا لأمريكا وكان هناك أمر هام إننا كنا من آخر الأساقفة التي زارت قداسة البابا شنودة، فقد كان هناك عدد كبير من الأساقفة الذين ذهبوا لأفتقاد قداسة البابا.
كانت صحبة طيبة جدًا وتعرفت على محبته وهدوءه وعلى كلماته القليلة والروحانية التي يعيش فيها وأيضًا الكتب التي أصدرها فقد اصدر مجموعات من الكتب تخص الأدب الروسي والقديسن وأقوالهم. الخلاصة.. يابختكم بالأنبا سيرافيم
أريد أن أتكلم معكم في هذه الليلة عن تأمل روحي نافع لنا جميعًا. القديس بولس الرسول كما تعلموا جميعًا سيرته العطرة، قد أرسل رسالتين لأكبر المدن في الأمبراطورية الرومانية كورنثوس وهي تشبه لحد كبير مدينة الإسكندرية علي بحر ومتعددة الثقافات والجنسيات وتعرفت على المسيح من خلال شخص القديس بولس الرسول الذي كان لاهوتيًا بارعًا وكارز عظيم في كرازته وكاتب للرسائل 14 رسالة في العهد الجديد وكان يختصر لنا الرسالة التي يكتبها في كلمات معدودة وكأنه يكتب روشتة روحية واضحة محددة نافعة لنا في حياتنا الروحية.
فما أقدمه في تأمل هذه الليلة هو روشتة روحية تصلح لنا جميعًا كبير أم صغير قريب أم بعيد ظروفه تسمح له بالخدمة أو لا.. المهم أن هذه الروشتة الروحية واضحة المعالم لها خمسة نقاط فهو مهم لأرتباطه بالعدد على أصابع أيدينا والأهم من هذا أن كلمة خمسة في أصلها اللغوي تعني القوة فكأن هذه الروشتة الروحية لنا لتكون قوي في حياتك الروحية وتكون بالحقيقة إنسان الله.
أولًا: أسهروا: وليس المقصود السهر المادي لكن أن يكون سهرًا مرتبط بالصلاة حسب الكتاب المقدس، فالمقصود أن يكون لديك مخدع صلاة. تتقابل مع الله في بيتك ومخدعك بعد مجهود يوم طويل من العمل والخدمة. وهذا المخدع تتقابل فيه مع مسيحك وتقول مع عروس النشيد أنا لحبيبي وحبيبي لي.. لا شئ يشغلك أو يقطع العشرة التي بينك وبين مسيحك.
وليس فقط هذا أنما تعرف أهمية الوقت. الرب يعطينا جميعًا مهما كانت مسئوليتنا وقت واحد جميعا 24 ساعة لكن كيف تقضي هذا الوقت؟ والوقت أيضًا نعمة من عند ربنا واليوم أو المرحلة التي تمر بها لا تعوض ولا تكرر، لذا أنتبه لوقتك وأسهر لكي يكون وقتك مليان بالعشرة مع المسيح.
وأيضا أسهروا مرتبطة بالإستعداد فمن كان مستعد دعي حكيمًا ومن أستهتر بالوقت كان جاهلًا فقد أغلق الباب. ولأن الكنيسة تحاول أن تنهض فينا هذه المعرفة رتبت هذا الأنجيل في صلاة نصف الليل في الخدمة الأولى. إذًا يا أخوتي الأحباء أول نصيحة يقدمها لنا بولس الرسول في جدوله الروحي إسهروا.. إنتبه لصلواتك ولقائك مع المسيح.. إنتبه لوقتك وقيمته.. إنتبه للاستعداد الدايم للسماء.
ثانيًا: أثبتوا في الأيمان: كلمة الثبات كلمة جميلة فالشجرة الغير ثابتة تطيرها الريح في أي مكان. الأنسان الغير ثابت في إيمانة إي كلام يجعله يتوه بعيدًا. ولأن الأيمان في حياتنا عظيم أباء الكنيسة وضعوه في صورة قانون محدد الألفاظ والعبارات ولا يقبل اللبس كله عبارات واضحة نسميه قانون الأيمان وعندما نقول هذا القانون نقف وما نقوله وقوفا نسميه صلاة وما نستمع إليه ونحن جالسين نسميه تعليم. ..لهذا قانون الأيمان شكل من أشكال الصلاة.
فنحن نحول القانون إلى صلاة نرددها في صلواتنا الخاصة وصلوات الكنيسة والأسرار.. إيمانك فهل تعيش وتفهم وتتلامس مع إيمانك جيدًا؟ أم مجرد إسم.
فهل لديك وديعة الأيمان التي سلمها لنا مارمرقس وتسلمناها من جيل إلى جيل؟ طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها لمن يصلي بإيمان الذي تسلمته في المعمودية وتثبت بالمسحة المقدسة الميرون الذي بدأ من رأسك فكرك وقدس كل أعضائك.
إيمانك الذي تعيشة سر التناول وقراءة الكتاب المقدس والوصية فالكتاب المقدس مكتوب بصورة عملية آبائنا الذين سجلوا الكتاب المقدس سجلوه على أساس الأختبار الروحي عاشوا الأول ثم سجلوا ونجده مستمر في الأسرة التي تحكي عمل الله.
الله يعمل معك كل يوم إنما كل ساعة.. هل تعيش في هذا الأيمان؟ تتذكرون الـ21 شاب من ذهبوا للعمل في ليبيا وليس معهم سوى الأمانة التي كانت قبل كل شئ في إيمانهم.
فهل تعلم أولادك وبناتك كيف أن الأنجيل أساس الأيمان كل يوم نقرأه؟ ونشكر ربنا أننا نحمل إيمانا طوله ألفين سنة في كنيسة راسخة ووسط الألفين سنة حدثت مشكلة في مصر مع الحاكم ولأن الكنيسة كلها كانت ثابتة في الأيمان كانت معجزة نقل جبل المقطم التي في سجلاتنا التاريخية.
ثالثًا: كونوا رجالًا: أهل كورنثوس بهم رجال وسيدات كبار وصغار وأطفال لكنه طلب منهم أن يكونوا رجالاً. وكلمة رجل في الإنجيل تعني النضوج والإحساس بالمسئولية.
الإنسان في حياته يعمل لديه أسرة يخدم مكرس كل هذا مسئولية وهناك من يحمل مسئوليته بكسل ومن يصنعها بإجتهاد.
تتذكرون معي أبيجايل وزوجها نابال أي أحمق وتصرف مع داود تصرف غير حكيم حين طرد داود ورجاله. وابيجايل بسبب تصرفها الحكيم قال لها داود “مبارك هو عقلك ” أي الحكمة والفهم. ليس كل احد يستطيع أن يفهم ما هي.
هناك فرق بين أن تعيش وان تحيا فليس كل من يعيش يفهم الحياة ويحيا. كونوا الشخص الذي يحتمل كما في سير آبائنا القديسين. فهناك من ينقل اكاذيب وشائعات دون ان يتحمل مسئولية ما ينشره ويتسبب فيه فداود النبي يقول ضع حارسا لفمي وبابا حصينا لشفتي برغم إنه مرنم إسرائيل الحلو وكاتب المزامير لكن للكلمة لها حساب فالكلمة مؤثرة.
رابعًا: تقووا: عيشوا بالتقوى التي هي مخافة الله. ورأس الحكمة مخافة الله. والتقوى هي الشعور بوجود الله. وأيضًا إنك لست وحيد فروح الله يعمل فيك. فعند ولادتك الثانية بالمعمودية بالماء والروح صرت إنسان مدعم بعمل الروح القدس ولهذا أستطاع بولس الرسول ان يقول أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني.
إحدى مصادر القوة في كنيستنا القبطية القديسين فلكل منا شفيع. فنحن لم نرى القديسين لكننا نعلم قوتهم فتقووا خذوا قوة سير القديسين لهذا كنيستنا العظيمة تجعلنا نقرأ السنكسار يوميًا ونقرأ في التسبحة الدفنار كل يوم لتأخذ هذا التدريب أن تقرأ سيرة قديس كل يوم مع أولادك وأجعل منه شفيع ليك وأختبر عمل الله.
قصة: هناك أسرة تم سرقة شقتها وكانوا حزانى ولفوا على الأديرة طالبين صلوات الآباء. وفي إحدى الأديرة تقابلوا مع الراهب الذي على الباب وإشتكوا من سرقة شقتهم سألهم هل تتشفعوا بالقديسين وعندما ذكروا له أسامي القديسين قال لهم الراهب أن لن ينفعهم أحد منهم لأن طالما تم سرقة البيت يجب أن يتشفعوا بقديس كان حرامي قبلا فطلب منهم أن يتشفعوا بالأنبا موسى الأسود ففي خلال 24 ساعة تم رجوع كل الحاجة. تقووا عيش بالمخافة ..خد قوة الروح القدس الذي يعمل فيك وبيك. . خد قوة شفاعة وسير القديسين التي هي سحابة من الشهود.
خامساً: لتصر كل أموركم في محبة: فالعالم اليوم ينقصه المحبة والأمل في كل أحد منكم أن يكون مصدر للمحبة الحقيقية. المحبة التي تأخذها من المسيح وتقدمها للآخرين وهي لا تسقط أبدًا لأن الله هو المحبة.
عندما تبني علاقاتك على أساس المحبة فأنت تبنيها على أساس ثابت هو الله. فالمحبة هي القيمة الأولى في التعامل. فمن سيغلب الله لذلك محبتنا لكل إنسان فمادام أوجد الأنسان فهو يحبه لشخصه حتى لو سلوكه غير جيد. إياك وأن تكسر قانون المحبة عيش بالمحبة وستجني الثمار. أغنى ميراث تستطيع أن تورثه لأي أحد.
روشته تصلح لنا جميعا اسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالًا. تَقَوَّوْا. لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ.