رصاصة في الرأس ومنع الاحتلال إسعافها.. اللحظات الأخيرة في حياة شيرين أبو عاقلة
لم أنسَ أبدًا حجم الدمار ولكن الموت دائمًا كان على مسافة قريبة.. كانت تلك أشهر كلمات شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين والأراضي المحتلة، التي استتشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، خلال تغطيتها لاقتحام شرطة الاحتلال لمخيم جنين.
استشهاد شيرين أبو عاقلة
رفقاء الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين بالضفة الغربية، والذين كان بينهم علي السمودي، والذي أصيب برصاصة في ظهره، أكدوا أنهم حرصوا خلال تواجدهم على كشف مواقعهم لقوات الاحتلال تجنبًا لاستهدافهم.
وقال السمودي إنه لم يكن هناك أي مدني أو متظاهرين في المطقة التي تواجدوا بها، عند استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مبينًا أنه أصيب برصاصة في ظهره وبعدها تم استهداف الزميلة شيرين، وهو ما أكدته الصحفية شذا حنايشة رفيقة شرين أبو عاقلة في تغطيتها، أن جيش الاحتلال تعمد الاعتداء عليهم كصحفيين وإطلاق النار عليهم، وأن المتواجدين لم يتمكنوا من إسعاف أبو عاقلة بسبب إطلاق النار الإسرائيلي عليهم.
مقتل الصحفية شرين أبو عاقلة
الصحفية شذا حنايشة التي رافقت شيرين لحظة استشهادها أشارت إلى أن جيش الاحتلال انتظر وصول الصحفيين إلى منطقة مفتوحة وبدأ إطلاق النار اتجاههم، وأصيبت أبو عاقلة برصاصة في الرأس ثم أعقب ذلك منع الاحتلال أي أحد من إسعافها بشكل فوري.
مقتل الصحفية شيرين أبوعاقلة، حظي باهتمام دولي إذ دعت السفارة الأميركية في القدس لإجراء تحقيق في الحادث وإصابة زميلها علي السمودي، فيما قال نظيره البريطاني لدى إسرائيل، إنه حزين للغاية للوفاة المأساوية لشيرين أبو عاقلة ويجب السماح للصحفيين بالعمل بأمان وبحرية.
كما حث السفير البريطاني في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، على إجراء تحقيق سريع وشامل وشفاف في اغتيال شرين أبو عاقلة.
الناطق باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، أشار هو الآخر إلى أن استشهاد أبو عاقلة أثناء تأدية عملها كان صادمًا، داعيًا إلى إجراء تحقيق مستقل في الواقعة.
شرين أبو عاقلة صحفية الجزيرة
أما الخارجية القطرية فعلقت على اغتيال شيرين أبو عاقلة وإصابة الصحفي علي السمودي بأنه جريمة شنيعة وانتهاك صارخ للقانون الإنساني وتعد سافر على حرية الإعلام، مشددة على ضرورة مساءلة الاحتلال على هذه الجريمة المروعة وتقديم الضالعين فيها إلى العدالة الدولية.
في حين أن الاحتلال الإسرائيلي دأب على التهرب من اعترافه بقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، إذ قال عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، أنه عندما يطلق الإرهابيون النار على جنود إسرائيل عليهم أن يردوا بإطلاق النار بكامل قوتهم حتى لو كان هناك صحفيون من قناة الجزيرة.
تعنت إسرائيل لم يتوقف عند عضو بالكنيست الإسرائيلي بل امتد إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي خرج معلقًا بقوله إن القوات الإسرائيلية ستواصل العمل ضد الإرهابيين، ونقف إلى جانب مقاتلينا، على حد قوله.
واتهم رئيس حكومة الاحتلال، ما وصفهم بمسلحين فلسطينيين بقتل الصحفية الفلسطينية، حيث أصيبت برصاصة في الرأس خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين صباح اليوم، وإطلاقها الرصاص الحي على المحتجين والصحفيين.
وأضاف بينيت على تويتر: رئيس السلطة الفلسطينية يوجه اتهامات لإسرائيل بدون أساس صلب، إسرائيل دعت الفلسطينيين إلى القيام بعملية تشريح مشتركة وبتحقيق مشترك بناء على التوثيقات والمعلومات القائمة من أجل التوصل إلى الحقيقة، إلا أن الفلسطينيين يرفضون ذلك حتى اللحظة، على حد زعمه.
مزاعم رئيس وزراء إسرائيل أكدها وزير خارجيته يائير لابيد، بعرضه على الفلسطينيين إجراء تحقيق مشترك مُرضِ عقب اغتيال الصحفية شرين أبو عاقلة.
فيما قالت النيابة العامة الفلسطينية، إنها ستحيل التحقيقات في اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية.
وشيع مئات الفلسطينيين، صباح اليوم الأربعاء، جثمان صحفية قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، التي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلي برصاصة مباشرة خلال اقتحامها مخيم جنين صباح اليوم، وخلال تغطية الصحفية لعملية الاقتحام.