متصانة بدماء طاهرة
منذ أيام قليلة زفت مصر عددا من أبناءها شهداءً، قدموا أرواحهم حفاظًا على أرض هذا الوطن الطاهر من أي نذل يحاول أن يطأ بقدميه عليها، فلهذه الأرض قدسية وسار عليها موسى كليم الله، والمسيح كلمة الله أتى إلى مصر هو والعذراء مريم كلية الطهر، باحثين عن الأمان فيها، ويوسف الذي جاء إليها عبدا، صار وزيرا وأمينا على كل مخازنها.
قدم الشهداء أرواحهم في رجولة معهودة ومحبة مخلصة، وثبات كامل ليسوا بالجديد على أبناء هذا الوطن الطاهر، الذي بارك الله شعبه كقوله في الكتاب المقدس مبارك شعبي مصر، فهي الأرض التي كانت موجودة من قبل أن يكون التاريخ، وكانت فيها الحضارة قبل أن تكون.
ولو عبرنا للناحية الأخرى نجد أن الصحافة سقطت منها شيرين أبو عاقلة، شهيدة جميلة وصوت عالٍ للحق لا يهاب لا نيران العدو، أو الخوف من رصاصه الغدار، شهيدة كانت منذ أيام واقفة خارج كنيسة القيامة تتمنى رؤية النور المقدس وهو خارج من قبر السيد المسيح ليعلن للعالم قيامته، ولا تسطيع أن تدخل للتقابل مع النور وجه لوجه.
ولكن ما أظنه الآن أنها الآن بين أحضان القديسين، وتشاهد نوره المقدس ولكن في ملكوته، فهي سقطت شهيدة لأرض الوطن التي عاشت تنقل صوت معاناة شعبه، كالجندي الذي كان ماسكا بسلاحه ليحمي وطنه من المعتدين الأنذال.
ربما جنودنا البواسل والمراسلة الفلسطينية قضوا بضعا من أيام أعيادهم في الأرض، ولكن ستستمر أعيادهم في السماء كشهداء بواسل لم يفروا أو يهربوا، بل بقوا في قلوبنا وسيظلوا للأبد، أما كل خسيسٍ إرهابي ومحتل لا يعرف غير القتل ومسك السلاح.. فهم زائلون وبلا رجعة.