تاريخي بقلمي.. هكذا روت رائدة التعليم نبوية موسى قصة حياتها
يحرص الكثير من المؤثرين في المجتمع، على كتابة سيرهم الذاتية، خصوصًا الشخصيات التي كانت لها قصص مشهورة في الكفاح من أجل تحقيق أهدافها، فيسجلون تجاربهم في الحياة؛ ومن بين من سجلوا سيرتهم الذاتية نبوية موسى، والتي تعتبر واحدة من رائدات التعليم في مصر، في كتاب بعنوان تاريخي بقلمي.
تنبع أهمية السيرة الذاتية لنبوية موسى أنها تحكي قصة حياة واحدة من رائدات التعليم في مصر، كما أن السيرة الذاتية لنبوية موسى تنقل أيضا ما يشبه رصدا وتأريخا لما كانت عليه مصر في القرن العشرين، وخصوصا الواقع الاجتماعي والسياسي في عهد الاحتلال الإنجليزي.
ويضم الكتاب العشرات من العناوين التي ترصد حياة نبوية موسى منذ طفولتها ثم شبابها وتقدمها بالعمر، ومن عناوين الكتاب: طفولتي، كيف تذوقت الأدب العربي قبل أن أعرف القراءة والكتابة؟!، كيف تعلمت القراءة؟، خرافات وأوهام، كيف دخلت المدرسة السنية؟، الشيخ حمزة فتح الله وكيف أثار الطالبات علي؟، الشيخة رمانة، نهضة تعليم البنات في مصر، نزق الشباب، حبي الشديد للحرية، دخولي البكالوريا، كيف كنت في أول عملي بالفيوم؟، حياتي العملية، المعلمة الإنجليزية، سعيد ذو الفقار باشا، القوة فوق الحق، وظيفة وكيلة، الدعاية الوطنية، تهمة كاذبة، سوء حظ، زيادة عدو إلى قائمة أعدائي، ضابطة فرنسية، إنشاء مدرسة ترقية الفتاة، أول متاعبي في المدارس الحرة، إخراج السكان من المنزل، مناورات، خديعة.
ومما ترويه نبوية موسى في الكتاب حول مسألة سفو رالمرأة التي دعا إليها قاسم أمين: أردت السفور، فلم أكتب فيه مع أني قرأت كتب المرحوم قاسم بك أمين، وأعجبت بها، ولكن العادات لا تُغيَّر بالقول، وإذا حاول شخص تغيير قومه بأقوال منمقة قام عليه القوم، واتهموه بما ليس فيه، وهكذا قام المصريون على المرحوم قاسم بك أمين، واتهموه بكل شيء، وقالوا إنه إنما يريد السفور إشباعًا لرغبته في المجون والعربدة.
ولو أني قمت فناديت بما نادى به لاتُّهمت بما اتهم، بل أَمَرَّ منه؛ لهذا عولت على أن أدعو إلى السفور بالعمل لا بالقول، وقد كان ملبسي لا يجعل محلًّا للشك في استقامتي وتمسكي بالفضيلة الشرقية، فكشف وجهي وكفي كان مطابقًا لما جاء في السنة والكتاب؛ ولهذا لم يستطع أحد أن يمس سمعتي بسوء.
معلومات عن نبوية موسى
يذكر أن نبوية موسى رائدة من رائدات التعليم في مصر ولدت في محافظة الزقازيق لأب كان برتبة يوزباشي في جيش أحمد عرابي لكنه توفي وهي صغيرة.
والكاتبة والمفكرة نبوية موسى هي أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا، وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، وهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وكات من دعاة تحرير المرأة والحركات النسائية المصرية القرن الماضي، والماسواة بين الرجل والمرأة في النصف الأول من القرن العشرين متأُرة بأفكار قاسم أمين.