ذاكرة الأمثال.. كل ساقطة ولها لاقطة
الأمثال ليست مجرد كلمات تقال في مواقف معينة من أجل التسلية أو التسامر، فالأمثال تمدنا بالخبرات الحياتية، وتجعلنا نسير على ما سار عليه السابقون من صواب، ونتفادى ما وقعوا فيه من أخطاء، ونأخذ منها الدروس والعبر.
من الأمثال القديمة قولهم: كل ساقطه ولها لاقطة، وهو مثل عامي مقصود به أن كل شيء وله طالب؛ فللجيد طالب، وللرديء طالب، ويوضح أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية أن في معن ى المثل قولهم: كل فوله ولها كيال.
ويضيف أن أصل المثل مأخوذ من قول العرب: «لكل ساقطة لاقطة» أي أن لكل كلمة ساقطة أذن لاقطة، فهو عندهم مضروب للتحفظ عند النطق، وقد تريد به العامة ذلك، إلا أنها تضربه في الغالب في المعنى أن لكل شيء طالب.
زي القرد يخاف من خياله
ومن الأمثال أيضا قولهم: زي القرود يخاف من خياله ويضرب المثل للإنسان شديد الفزع، ويرون أن القرد إذا رأى خياله في المرآة فزع فزعا شديدا؛ ولهذا شبهوا به الضعيف القلب الكثير الفزع الذي يخاف من كل ما لاح له حتى من ظله.
ويروي أحمد تيمور باشا قصة طريفة حول هذا الأمر وهي أن ماجنا من الظرفاء زار أحد الوجهاء في إحدى ليالي شهر رمضان، وكان هذا الوجيه بدينا ساكنا على النيل في الجهة المسماة بمصر العتيقة، فلما أراد الانصراف خرج معه إلى ساحة الدار وحمل خادم المصباح أمامهما، فوقع نوره من بعيد على ثور كان مربوطا هناك فظهر ظله على الحائط كبيرا، فخاف الوجيه مما رأى وارتد خائفا فزعا، فتبسم الماجن وقال له: أترى سيدنا ممن يخاف من خياله؟