وزير الأوقاف: جيش واقتصاد قويان يعني دولة ذات مكانة ومواطنًا ذا كرامة
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، خطبة الجمعة بمسجد "محمد علي" بالقلعة بمحافظة القاهرة بعنوان "الصانع المتقن والجندي المرابط يدًا بيد"، بحضور اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، ومحمد نوار، رئيس الإذاعة المصرية، والدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية، وعدد من القيادات.
وزير الأوقاف: تخصيص خطب الجمعة لهذا الشهر للحديث عن الاقتصاد
وفي خطبته، أكد وزير الأوقاف أن جيشًا قويا واقتصادًا قويا يعني دولة ذات مكانة ومواطنًا ذا كرامة، مردفًا: بالعلم تتقدم الأمم وبالقوة تصان الأمم، معقبًا: خصصت وزارة الأوقاف خطب هذا الشهر للحديث عن أهمية الاقتصاد، فكانت خطبة الجمعة الماضية عن "التاجر الأمين" وخطبة اليوم عن الصانع المتقن.
وزير الأوقاف: الصناعة قاطرة التنمية في العصر الحديث
وأكد وزير الأوقاف أن الصناعة بمقاييس أهل العلم والاقتصاد والخبراء هي قاطرة التنمية في عالمنا المعاصر سواء كانت حرفية أو يدوية أو تقنية، أو صناعة موصلات أو أشباه موصلات أو صناعات تكنولوجية، فالصناعة قاطرة التنمية في العصر الحديث، وقد تحدث القرآن الكريم عن قضية الصناعة وعبَّر عنها تعبيرًا واضحًا قويًا علينا أن نتنبه له حيث يقول سبحانه لسيدنا نوح (عليه السلام): "وَاصْنَعِ الْفُلْكَ" وهو أمر واضح بالصناعة، وأهل العلم يقولون أن خطاب الله (عز وجل) للأمم السابقة هو خطاب لنا ولهم ما لم يأت ما يفيد أنه خاص بهم، ولم ينته الأمر على ذلك بل قال تعالى: "بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا" أي قم بالصناعة بأمر من الله سبحانه، فالصانع المتقن بعين الله.
وتابع: يقول سبحانه بشأن سيدنا داوود (عليه السلام): "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"، ويقول سبحانه: "وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ" وذلك بيان بأهمية الصناعة، وفي هذا يقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ".
وزير الأوقاف: لا اقتصاد بلا أمن
وأكد أنه لا اقتصاد بلا أمن، ولا استقرار بلا أمن، فلا بد للاقتصاد من قوة تحميه، وهنا يأتي دور الجندي والشرطي المرابط على حماية هذا الوطن داخليًا أو على حدود هذا الوطن، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "والَّذي نفسي بيدِه لا يُكْلَمُ أحدٌ في سبيلِ اللهِ ـ واللهُ أعلَمُ بمَن يُكْلَمُ في سبيلِه ـ إلَّا جاء يومَ القيامةِ وجُرحُه ينثَعِبُ دمًا اللَّونُ لونُ دمٍ والرِّيحُ ريحُ مِسكٍ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ"، مشيرًا إلى أن ما تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة من حماية الوطن وحماية الأنفس والأموال والأعراض هو عين الجهاد في سبيل الله.
وزير الأوقاف: من مات دون نفسه فهو شهيد
وأكمل وزير الأوقاف: يجب علينا جميعًا أن نقف صفًا واحدًا وبقوة خلف قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية لحماية أمننا، فمن مات دون نفسه فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون وطنه فهو شهيد، بل في أعلى درجات الشهادة لأنه قدم نفسه فداء لوطنه وللآخرين، أما جماعات أهل الشر والضلال الذين يخربون الأوطان ويسفكون الدماء ويعبثون بمقدرات أوطانهم، فهؤلاء قتلة مجرمون ليسوا من الأديان ولا من الإنسانية في شيء، فكل من يعتدي على الآمنين أو على أبناء وطنه أو على مقدرات وطنه، فهذه جريمة في حق الدين والوطن.