الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وزير الأوقاف يطالب بإصدار قوانين دولية مُلزمة لتجريم التطاول على الدين ومقدساته

الدورة العلمية الدولية
دين وفتوى
الدورة العلمية الدولية لاتحاد الإذاعات الإسلامية
السبت 14/مايو/2022 - 02:21 م

افتتح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الدورة العلمية الدولية لاتحاد الإذاعات الإسلامية اليوم السبت 14 مايو 2022 بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر، بحضور كل من الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية، ومحمد نوار رئيس الإذاعة المصرية.

وفي مستهل افتتاح الدورة، دعا وزير الأوقاف الحاضرين للوقوف دقيقة حدادًا على روح المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

وفي كلمته، أكد أن موضوع هذه الدورة ذو طابع إسلامي خاص، حيث تدور حول المواطنة والسلام المجتمعي والعالمي، مؤكدًا أن المواطنة لا تتناقض مع العمل الإسلامي المشترك، بل يدعمان بعضهما ويغذي أحدهما الآخر.

وأشار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إلى أن مفهوم الوحدة الإسلامية عام وشامل، حيث يضم تحت لوائه فيما يخص هذه الدورة اتحاد الإذاعات الإسلامية، والتي تضم بدورها جميع دول مؤتمر العالم الإسلامي، وهذا يُشكل نوعًا من أنواع الوحدة الإسلامية.

وبين أن الوحدة الإسلامية يتنازعها تياران؛ الأول: تيار عقلاني وموضوعي وواقعي وشرعي ويتمثل في مثل هذا الاجتماع وهو أن يتعاون المسلمون في قضاياهم المشتركة، سواء التعاون في المجال الاقتصادي بين الدول الإسلامية، أم التعاون الثقافي في مثل هذه الدورات واللقاءات، وتوحيد الرؤى والأهداف، أو توحيد المواقف أمام المؤسسات الدولية، فيكون لدينا رأي موحد أمام المحافل الدولية إذا واجهنا أمرًا يمس شرعنا وديننا، كأن نتقدم بميثاق دولي مُلزم لتجريم الإساءة للأديان والمقدسات وليس الإسلام فقط، وعندما يتم التطاول على مقدساتنا بمثل ما حدث في الرسوم المسيئة للرسول، أو المحاولات الآثمة والمتكررة لحرق المصحف الشريف، بأن يكون لنا صوت إعلامي وثقافي واحد نُشعر الناس بغيرتنا على ديننا، ونسعى جميعًا لتجريم مثل هذه الإساءة، ومحاولة إصدار قوانين دولية مُلزمة لمن يتطاول على ديننا أو على مقدساتنا، إذًا فوحدة الصف الإسلامي من هذا المنطلق بما يخدم قضايانا الإسلامية، وهذا هو التيار العقلاني الموضوعي.

وتابع الوزير في كلمته: أما التيار الآخر وهو الذي تاجرت به الجماعات الإرهابية والمتطرفة تحت دعوتهم إلى ما يُسمى بدولة الخلافة وهي في منظورهم جمع المسلمين جميعًا في دولة واحدة وعلم واحد وحاكم واحد، وهذا أمر خارج عن العقل والمنطق والموضوعية، فكيف نطلب من جميع المسلمين في العالم أن يتركوا أوطانهم ويتكتلوا في منطقة جغرافية واحدة، وهذا أمر غير قابل للتطبيق فلمن يكون ولاؤهم وهم في دولة أخرى؟.

وأكد أن مفهوم الدولة الآن له تشابكات كبيرة، فما يحدث في دول العالم من حروب الآن لا يؤثر على المحيط الجغرافي لهذه الدول فقط وإنما يؤثر على العالم كله، فمفهوم الدولة وتشابكات وتعقيدات الدولة الحديثة أمر مختلف تمامًا، فالإسلام لم يضع قالبًا جامدًا ثابتًا لنظام الحكم، وحين يطالب الشباب بالحكم بشرع الله فنحن كذلك أيضا نحب أن نحكم بشرع الله، وهنا نسأل سؤالا وهو ما الذي لا نحكم فيه بشرع الله؟ فحين نطالع حديث الإسلام: بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا، فهذه هي أركان الإسلام الخمسة، هل نص النبي (صلى الله عليه وسلم) فيها على قضية الخلافة، وحديث الإسلام والإيمان: "أن تؤمنَ باللهِ وملائكتِهِ وكتبِهِ ورسلِهِ ولقائِهِ والقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ أُرَاه قال: وحلْوِهِ ومُرِّهِ قال: صدقْتَ فقال النبيُّ هذا جبريلُ جاءَكم يعلِّمُكم أمرَ دينِكم"، فلا هي من أركان الإسلام ولا من أركان الإيمان، ولو كانت أصلا لتضمنتها هذه الأحاديث النبوية الصحيحة.

فما جاء في شأن الخلافة يحمل على أن يكون هناك نظام حاكم للناس، وأن لا يترك الناس فوضى، فلم يضع الإسلام تفاصيل دقيقة لنظام الحكم وإنما وضع ضوابط للحكم الرشيد، منها: تحقيق العدل، فغاية الحكم الإسلامي العدل بين الناس، كما أنه يعمل على منع الفساد بكل أنواعه سواء أكان رشوة أم محسوبية أيًّا كان نوع الفساد، كما أنه حكم يوفر حرية المعتقد ولا يضيق على الناس في إقامة شعائرهم.

 كما أنه حكم يسعى لقضاء احتياجات الناس الحياتية، فأي حكم يوفر هذه الأمور فهو حكم رشيد سمه بعد ذلك ما شئت، ففي أي دين من الأديان لا يختلف اثنان على ضرورة هذه الضوابط لكل الشعوب. 

الجماعات الإرهابية اتخذت من الهجوم على الأوطان خطًا ثابتًا

وأشار إلى أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وأن الجماعات الإرهابية اتخذت من الهجوم على الأوطان خطًا ثابتًا، لأنهم لا يمكن أن يعملوا في ظل دولة قوية مستقرة فهم لا يعملون إلا في الدول الرخوة اقتصاديًّا أو أمنيًّا، فهم لا يبنون جماعاتهم إلا على أنقاض الدول، والتجربة خير شاهد، فعندما تتعرض الدول لهزة أمنية أو اقتصادية تنشأ هذه الجماعات، والدول المستقرة لا مجال لعمل الجماعات فيها لذلك هم أعداء الاستقرار والأمن ودورهم هو زعزعة هذا الاستقرار، إذًا الهوية الوطنية لا تتناقض أبدًا مع الوحدة الوطنية.

ولفت الدكتور مختار جمعة، إلى أن الهوية الإسلامية ليست هوية انعزالية بل على العكس؛ فهي هوية تعايش، وميثاق المدينة خير شاهد فديننا دين التعايش وقبول الآخر، يقول الحق سبحانه: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ، ويقول سبحانه: أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، بل إن جمع الناس قسرًا تحت هوية واحدة عكس سنة الله في الكون، ودورنا كعلماء وإعلاميين البلاغ وليس الهداية ولا الحساب يقول سبحانه: إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ لكن للأسف يقوم البعض بتنصيب نفسه حاكمًا على الناس أو الحكم على الناس بالتكفير.

 

وأوضح وزير الأوقاف، أن الجماعات المتطرفة تعمل وكأنها تملك الجنة والنار، فالحساب الدنيوي مجاله القانون والحساب الأخروي أمره إلى الله، فلو آمنت أن دورك هو البلاغ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ"، دورنا إذن هو البلاغ والتعايش فلو لم نعامل الناس بما يجب أن نكون عليه من السماحة كيف ننشر ديننا ويعلم الناس سماحة ديننا.

وأوضح أن الهوية الإسلامية لا تتناقض مع الهوية الوطنية ولا تتناقض مع العيش الإنساني المشترك، فالدول ذات الأقلية المسلمة يجب على المسلم أن يكون وفيًا فيها لوطنه، سواء أكان يعيش في دولة ذات أغلبية مسلمة أم دولة ذات أقلية مسلمة، فيجب عليك أن تكون وفيًّا لوطنك هذا فقه العيش المشترك.

تابع مواقعنا