هدى شعراوي قصة كفاح من أجل استقلال الوطن وحقوق المرأة
تحرص الشخصيات التي تضطلع بأدوار مؤثرة في مجتمعها على تسجيل سيرتها الذاتية خصوصا في أواخر أعمارهم، بعدما تكون قد استوت تجاربهم في الحياة واكتملت؛ ومن بين من سجلوا سيرتهم هدى شعراوي، إحدى رائدات المجتمع في القرن العشرين، في كتاب بعنوان مذكرات هدى شعراوي.
ترتبط السير الذاتية لهدى شعراوي بمراحل مهمة ومفصلية في تاريخ مصر من خلال ثورة 1919 علاقاتها بأحداثها ومشاركتها فيها، وهو ما يحمل في ثناياها الحالة السياسية والاجتماعية التي كان عليها المجتمع المصري في ذلك الوقت.
تتحدث هدى شعراوي عن ثورة 1919 ودوافع اندلاعها فتقول: ولقد كان الإنجليز في تلك الأثناء قد وجهوا إلى سعد باشا زغلول إنذارًا بالكف عن العمل في السياسة، وبالبقاء في بلدته بعيدا عن كل نشاط سياسي. وقد رد سعد باشا على الماريشال اللنبي برسالة مقتضبة قوية الحجة قال فيها: لقد اختارتني الأمة للمطالبة باستقلالها، ولا أعترف لغير الأمة بسلطة إعفائي من هذه المهمة، وللقوة أن تصنع بي ما تشاء.
وفي الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة 23 ديسمبر 1921، اقتحمت فصيلة من الجنود الإنجليز بيت الأمة، واعتقلت سعدا، وذهبت به إلى جزيرة سيشل التي اختارها الإنجليز منفى له …
ولم تكد هذه الأخبار تعرف وتنتشر، حتى نشبت الثورة واندلعت نيرانها في القاهرة، وتأججت منتقلة إلى الوجه البحري والوجه القبلي إلى أن عمت مصر كلها. وقد سار الشعب رحلة شديدة المراس في جهاده ضد الإنجليز وكان جهادا مليئا بأعمال البطولة، وجدير بالذكر أنه على إثر قيام الثورة، اتحدت الصفوف من جديد، وزالت الخلافات الحزبية، وأصبح المصريون جميعهم رجلا واحدا في الكفاح والجهاد.
أما عن طفولتها فمما تذكره عنها: كانت والدتي لم تبلغ الخامسة والعشرين من عمرها بعد عندما مات والدي في مدينة جراتس بالنمسا.
وتضيف: إنني ما زالت حتى الآن أتذكر يوم وصل إلينا نعي والدي الحبيب، ثم أيام الحزن العميق التي اجتزناها، والسنين المدلهمة الطويلة التي جلل فيها السواد كل أثاث المنزل ورياشه.
وتؤكد: لقد وقع الخبر مثل الصاعقة على رأس والدتي، وما زلت أذكر صورتها وهي طريحة الفراش يعودها الأطباء من آن لآخر، وكانوا يأخذونني أنا وأخي فنقف بجانب فراشها، وإذ ذاك تنظر إلينا بحزن ثم تخنقها العبرات وتدس رأسها تحت الغطاء، وهي تقول: أبعدوا الطفلين عني!
معلومات عن هدى شعراوي
يذكر أن هدى شعراوي ناشطة مصرية انصبت جهودها على المطالبة بالاستقلال الوطني وحقوق المرأة، شاركت في قيادة مظاهرات 1919، وأسست لجنة الوفد المركزية للسيدات وقامت بالإشراف عليها.
أسست هدى شعراوي الاتحاد النسائي المصري، وشغلت منصب رئاسته، كما كانت عضوا مؤسسا في الاتحاد النسائي العربي وصارت رئيسته، وفي نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي، ومثلت المرأة المصرية في مؤتمرات نسائية المية، وتوفيت هدى شعراوي في عام 1947.