الكاتب الصحفي محمد البرغوثي يعلن انسحابه من الترشح نقيبا للصحفيين
أعلن اليوم الكاتب الصحفي محمد البرغوثي، الصحفي بالأهرام ومدير تحرير جريدة الوطن، انسحابه من سباق الترشح على مقعد نقيب الصحفيين في انتخابات التجديد النصفي للنقابة المزمع إجراؤها أول مارس المقبل.
وأصدر البرغوثي بيانا شرح فيه أسباب وحيثيات قراره وفيما يلي نص البيان:
الزملاء الأعزاء أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين: قبل نحو أسبوعين أعلنت عن نيتي الترشح نقيبا للصحفيين في انتخابات التجديد النصفي المزمع عقدها في شهر مارس المقبل، ومنذ لحظة الإعلان وإلى الآن لم أقصر في مراجعة القوانين المنظمة لمهنة الصحافة وقانون النقابة، والإطلاع على أحوال كل المؤسسات الصحفية، القومية والخاصة والحزبية، والإستماع إلى عشرات الزملاء في كل الصحف، والوقوف على المعاناة الأليمة التي تتعرض لها المهنة بالكامل على كل الأصعدة”. وتابع “وخلال ذلك كله أسعدتني في البدء ردود الفعل الإيجابية حول إعلان نية الترشح، وأثلجت صدري الحملة المكثفة التي تطوع بها زملائي في كل المؤسسات الصحفية، فى الصحف ووسائل التواصل الإجتماعي، كما أسعدتني دعوات التأييد والتشجيع التي سارع كتاب كبار ومبدعون بالتعبير عنها، إيمانا منهم بأن نقابة الصحفيين لا تخص فقط المسجلين في جداول القيد بها، وإنما تخص أيضا كل المساهمين في صناعة الوعي الجمعي للأمة، وكل المنتسبين للقوة الناعمة المصرية”. وقال البرغوثي في بيانه:”ورغم هذا الترحيب الذي فاق توقعاتي، أدهشتني المأساة التي راحت تتراكم أمامي كلما تقدمت خطوة في دراسة أوضاع الصحفيين والمؤسسات التي يعملون بها..وهي مأساة وصلت إلى درجة من التعقيد أصبح من المستحيل أن نبدأ في التماس حلول جذرية لها دون تدخل إيجابي من الدولة..ودون إيمان راسخ من الدولة أولا، بأن صناعة الصحافة والإعلام لا تقل أهمية عن صناعة التعليم والصحة والنقل والإستيراد والتصدير، بل لا أبالغ إذا قلت إنها لا تقل أهمية عن صناعة الجيوش”. وواصل مدير تحرير الوطن :”والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها الآن، أن الدولة بكل أجهزتها، وطوال عقود طويلة، كانت المسئولة أولا وأخيرا عن معظم المآسي والخسائر وتراجع القيمة التي شهدتها صناعة الصحافة والإعلام..ولا يمكن الآن التقدم خطوة واحدة إلى الأمام وزحزحة هذه الصناعة عن حافة المنحدر المخيف، بمجرد رفع قيمة بدل التكنولوجيا الذي تقدمه الحكومة للصحفيين مع كل انتخابات لنقيب جديد..كما لا يمكن لأي نقيب، مهما حسنت النوايا، أن يفعل شيئا للنقابة أو للمهنة غير إضافة خدمة جديدة، أو تحسين خدمة قديمة، أو زيادة البدل بضع جنيهات لن تنقذ صحفيا من الإحتياج أو المهانة، ولن تنقذ صحيفة أو مؤسسة من الإنهيار الوشيك”. واختتم البرغوثي بيانه الممهور بتوقيعه بقوله: “لهذا كله، أعلن انسحابي من سباق الترشح على مقعد نقيب الصحفيين في الإنتخابات المقبلة، متمنيا للجميع الخير والنجاح، وللمهنة مسارا آخر يبتعد بها عن حافة الهاوية التي آلت إليها”.