عضو البحوث الإسلامية: وزير الأوقاف صاحب نظرات فقهية ثاقبة في موضوعات الدين والحياة
شدد الدكتور عبدالله النجار، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، على أهمية الإعلام الرشيد، مشيرا إلى أنه يشكل درعًا وسلاحًا للإسلام في كل مكان، ومن خلاله نستطيع أن ننشر تعاليم الإسلام وقيمه، وأن ندافع عنه ضد من حاولوا تشويه صورته، حتى تتحقق آمال الإنسانية في تحقيق السعادة.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور عبد الله النجار، بعنوان قواعد الفقه الكلية، وذلك ضمن فعاليات دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين.
وأضاف النجار أن الإسلام لا ينفصل عن الإنسانية، بل يسعى لتحقيقها في الكون، موجهًا الشكر والتقدير للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، مضيفا: فهو صاحب نظرات فقهية ثاقبة في موضوعات الدين والحياة، والذي يدير دفة هذه اللقاءات العلمية المنفتحة على العالم العربي والإسلامي والدنيا كلها بما يقدم منهج الإسلام الوسطي الصحيح.
وأشاد بتجربة وزارة الأوقاف في تدريب الأئمة من خارج مصر، واصفًا إياها بالتجربة الرائدة والناجحة في ظل ظروف اضطربت فيها الأفكار الإسلامية، فصرنا نسمع أمورًا لا تمت إلى الإسلام بصلة، بل يروج لها أصحاب الفكر المتطرف.
القواعد الفقهية تساعد الفقيه على الوصول إلى الحكم الشرعي
وبين أن القواعد الفقهية تساعد الفقيه على الوصول إلى الحكم الشرعي، وقد يختلف الحكم الشرعي من فقيه إلى آخر طالما أن المسألة ظنية بشرط أن صاحب كل رأي يكون متجردا لله وأن لا يظن أن رأيه هو الصواب ورأي غيره خطأ، فالشريعة الإسلامية قائمة على تحقيق المصالح ودرء المفاسد، والتشريع الإلهي يتسم بالعدالة المطلقة لأن الذي يشرع هو الله، ولذلك جاء التشريع الإسلامي لحفظ الحقوق كالتعويض للمرأة عن الضرر المادي الذي يلحق بها عند الطلاق، قال الله: "لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ"، وهذا تأكيد على ضرورة التعويض عن الضرر الأدبي الذي قد يلحق بها جراء الطلاق قبل الدخول.
وأشار إلى أن مقاصد التشريع الإسلامي تتسم بميزتين وهما العدالة المطلقة واستشراف المستقبل، كما تدعو الشريعة إلى التيسير على الناس ودرء التهم عنهم، والستر عليهم، مؤكدًا أنه لا يوجد حق مطلق وإنما هو حق مقيد، وكل ما فرض الله من عبادات تصب في مصالح الناس، وما أقره الإسلام من آداب عامة إنما هي لمصالح الناس، فبعد الحديث عن الصيام يقول الله:" وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ "، وهنا يتحقق التوازن بين الحق والواجب.