الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في يوم مناهضة رهاب المثلية الجنسية.. كيف تناول نجيب محفوظ الشذوذ برواياته؟

نجيب محفوظ
ثقافة
نجيب محفوظ
الثلاثاء 17/مايو/2022 - 02:52 م

الرواية فن تستمد موضوعاتها من الواقع، وبالتالي فإن الظواهر الاجتماعية مهما كانت نوعيتها؛ قد تجد لها طريقا إلى الرواية، وعلى سبيل المثلا؛ المثلية الجنسية التي تناولتها بعض الروايات ضمن أحداثها، وبالتالي كانت روايات نجيب محفوظ واحدة من الروايات التي تعرضت للشذوذ الجنسي والمثلية الجنسية.

كان اتجاه نجيب محفوظ -الذي نتفق معه فيه، أنه أدان الشذوذ والمثلية الجنسية من خلال رواياته، واعتبرها فعلا مذموما ومفضوحا وعادة خبيثة وسلوكا شائنا، وهو ما نعرضه بإيجاز هنا في بعض رواياته، بالتزامن مع اختيار بعض الدول الأوربية يوم 17 مايو، لمناهضة رهاب مثليي الجنس. 

زقاق المدق

كرشة في زقاق المدق

واحدة من شخصيات نجيب محفوظ الشهيرة، وهي زقاق المدق - تدور حول رجل مثلي الجنسية، وهو المعلم كرشة صاحب المقهى؛ الذي يقع في الزقاق الذي تدور فيه الأحداث.

المعلم كرشة لديه اضطراب جنسي، وهو دائما في حالة سطل وشبه غياب عن الوعي - مفضوح ومعروف بشذوذه، لكنه لا يبالي بأحد، ويصطاد الشباب بطريقته ليوقعهم في حبائله، رغم أنه في سن مُتقدمة ومتزوج وله أبناء.

مع استرجاع ماضي المعلم كرشة داخل الرواية، نجد أنه كان له دور سياسي وإسهامات محمودة في مواجهة الإنجليز ثورة 1919 أما الآن فهو يشتغل بالسياسة في موسم الحملات الانتخابية.

ونجيب محفوظ بلا شك؛ يدين الشذوذ الجنسي للمعلم كرشة، حيث يؤكد الناقد مصطفى بيومي في كتابه المسكوت عنه في عالم نجيب محفوظ، أن لغة نجيب محفوظ الروائي والراوي؛ تكشف إدانة مباشرة وصريحة لسلوك المعلم كرشة، ويمثل مصطفى بيومي لذلك، من خلال استخدام نجيب محفوظ عددا من العبارات التي تدين المعلم كرشة، مثل قوله عنه (شهوته الخبيثة/ نفسه الملوثه/ النقيصة المنكرة).

كما يؤكد مصطفى بيومي، أن نجيب محفوظ يدين الظاهرة من خلال الشخصيات داخل العمل الروائي؛ التي تدين المعلم كرشة وسلوكه الشاذ.

السكرية

رضوان ياسين وعبد الرحيم عيسى في السكرية

وفي رواية السكرية لنجيب محفوظ، نجد عددا من الشخصيات الشاذة، منهم الشاب رضوان ياسين أحمد عبد الجواد، وهو شاب وسيم ومليح وحسب الناقد مصطفى بيومي أيضًا، فإن شذوذ رضوان يعود إلى خلل في تربيته، فهو يعيش مع أبيه المشغول عنه بالملذات، ولا يصلح للتربية أو التقويم، وكذلك يعيش مع زوجة أبيه العالمة، وهي أيضا لا يمكن أن تربيه تربية سليمة، ونتيجة حتمية للتفكك الأسري والبؤس الأسري؛ تقود رضوان للوقوع في شباك شخصية الباشا عبد الرحيم عيسى، وهو شخصية ثرية وسياسي كبير، ولكنه شاذ.

يجمع عيسى بين المتناقضين، فهو لا ينكر شذوذه ويحيط نفسه بعدد من الشواذ، ومع ذلك يرى نفسه مؤمنا وراضيا عن حاله ونفسه، وتنعقد الصفقة بين عبد الرحيم عيسى ورضوان ياسين، في سبيل وصول رضوان إلى مناصب مرموقة وعالية.

تابع مواقعنا