قولوا لنا ماذا جرى في أعمال نجيب محفوظ؟
منذ عدة أشهر أعلنت مكتبة ديوان حصولها على حقوق طبع مؤلفات الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، وأنها ستعمل على مراجعة دقيقة لكل طبعات الروايات الصادرة سابقا، وهو ما أثار جموع المثقفين وقتها، واعتبروا أي تدخل في أعمال نجيب محفوظ - حتى لو من قِبَل ورثته- يعد عبثا بالإرث الأدبي العظيم للرائع نجيب محفوظ، وأن الأعمال لا تحتاج إلى تدخل أو مراجعة.
واليوم قال أحمد القرملاوي، مدير دار النشر في مكتبة ديوان وعضو اللجنة المعنية بمراجعة أعمال نجيب محفوظ في تصريح لـ القاهرة 24، إن لجنة المراجعة انتهت من أعمالها، وتم بالفعل وضع اللمسات النهائية على الأعمال التي تصدر قريبا عن مكتبة ديوان، ومن بينها الثلاثية والحرافيش، وأنه تمت مقارنة الطبعات السابقة التي صدرت لأعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ، بحيث تقف اللجنة على الفروق بين الطبعات، لمحاولة التوصل لأدق وأكمل صورة تطابق ما كتبه محفوظ بخط يده، وتم الاعتماد على مصادر عدة من بينها الصحف والمخطوطات والطبعات الأولى للكثير من الأعمال، وتلك التي صدرت خارج مصر.
القرملاوي أكد أيضًا أن المراجعة لم تقف على النصوص فقط، لكنها شملت أيضًا تواريخ صدور الأعمال المختلف عليها، وحتى أبيات الشاعر حافظ الشيرازي؛ التي اشتملت عليها ملحمة الحرافيش باللغة الفارسية.
إذن، مراجعة أعمال نجيب محفوظ قد وقعت وانتهى الأمر، والحق أن كلام الكاتب أحمد القرملاوي كمدير نشر في مكتبة ديوان ومسؤول في لجنة مراجعة أعمال نجيب محفوظ كلام عام، لا يضرب أمثلة، ولا يعطينا شواهد على ما أضيف أو حذف في أعمال نجيب محفوظ، وهو ما يحتم علينا أن نطرح عدة أسئلة، أهمها: ما الذي حذف وما الذي أضيف إلى أعمال نجيب محفوظ، وكيف سارت آلية العمل التي تضمن دقة التعديلات في مراجعة الأعمال؟، وهل الأشهر القليلة الماضية كافية لمراجعة كل أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ على تنوعها وثرائها، وثناثر ما كتبه في الجرائد والمجلات، إضافة إلى ما نشر خارج مصر وداخلها والمخطوطات الأولى لأعماله، وما يتطلبه ذلك من بحث وتنقيب ومضاهاة وتقريب، واستبعاد وإدراج؟.
هذه أسئلة حتمية لا بد أن تجيب عليها لجنة مناقشة أعمال نجيب محفوظ، حتى يضعوا القارئ على بينة مما جرى لأعمال نجيب محفوظ التي تمثل ثروة قومية أدبية، والرأي عندي أن تقام ندوة علنية أو أكثر من ندوة موسعة تكون لمناقشة الأمر وإعلان ما جرى بالتفصيل، بحضور وسائل الإعلام.
أثق أن لجنة مميزة فيها الأستاذ الدكتور حسين حمودة، أحد أعلام الأدب والنقد والأدبي في الوطن العربي، والكاتب الكبير مصطفى بيومي وهو عاشق نجيب محفوظ وأهم مرجع في أعمال نجيب محفوظ أيضًا، والدكتور محمد بدوي أستاذ الأدب العربي ورئيس تحرير مجلة فصول الأسبق، ستشفي صدور قوم يحبون نجيب محفوظ.