الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من ارتكاب الجريمة للإحالة إلى المفتي.. 10 محطات في قضية قتل كاهن الإسكندرية

جانب من محاكمة المتهم
محافظات
جانب من محاكمة المتهم في قتل قمص بالإسكندرية
الأربعاء 18/مايو/2022 - 11:08 م

على مدار 40 يومًا منذ وقوع حادث قتل القمص إرسانيوس وديد، المعروف إعلاميًا بقص الإسكندرية، في 7 إبريل الماضي، لم يهدأ بال أهل القمص الإسكندراني، إلا اليوم بعد إحالة أوراق المتهم في القضية لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.


طعن كاهن الإسكندرية

في 7 إبريل، وفي تمام الساعة السابعة والنصف مساءا، كان القمص إرسانيوس وديد؛ راعي كنسية السيدة العذراء بمحرم بك، مع مجموعة من شباب الكنيسة في رحلة ترفيهية داخل شاطئ أيناس حقي بمنطقة سيدي بشر، وبمجرد خروجهم لبوابة الشاطئ استعدادا، استوقف أحد الأشخاص الكاهن طالبا منه مساعدته بصدقة، ولم يلبث الكاهن أن يجيب النداء ويلتفت لإحدى جانبيه ليخرج الصدقة حتى  عاقله أحد الأشخاص بطعنة قاتلة في الرقبة.


وفاة الكاهن في المستشفى

لحظات رعب وفزع عاشها الشباب المتواجد مع الكاهن، حيث شرع بعضهم بالإمساك بالمتهم الذي كان يستعد لتسديد طعنات أخرى، والبعض الآخر هرول بنقل الكاهن إلى المستشفى الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بمجرد الوصول إليها وأثناء محاولة إسعافه.


المتهم يدعي اضطرابه نفسيا

وبمجرد وقوع الحادث تم فتح تحقيق عاجل مع المتهم، وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات، وإيداعه تحت الملاحظة الطبية بأحد المستشفيات العامة المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية لبيان حقيقة من معاناته من أمراض نفسية تُفقده السيطرةَ على أفعاله.

 

تحقيقات النيابة وتفريغ الكاميرات

واطلعت النيابة على كاميرا المراقبة المثبتة بمحيط الحادث، وأسفرت عن ظهور المتهم وبيده كيسً بلاستيك وتوجه للمجني عليه وطعنه في عنقه قاصدًا قتله، فيما كشف تقرير الطب الشرعي أن وفاة المجني عليه جاءت نتيجة إصابته بالعنق، كما أثبت تقرير الحالة النفسية السلامة العقلية للمتهم وقت ارتكاب الحادث.

 

الإحالة للجنايات

وبناءا عليه قررت النيابة إحالة الواقعة لمحكمة جنايات الإسكندرية، وبدأت أول هذه الجلسات السبت الماضي 14 مايو، حيث استمعت هيئة المحكمة إلى 17 من شهود الإثبات الذين أكدوا ارتكاب المتهم الجريمة، فيما ظل المتهم نهرو عبد المنعم يقاطع مرافعة النيابة التي أكدت انضمامه من قبل لجماعة إرهابية واعتقاله على مدار 20 عاما، وأنه على علاقة بأفراد الجماعة الإسلامية.

 

التحريات: الحادث وليد اللحظة

وقبل شهود الإثبات، استمعت هيئة المحكمة إلى أقوال ضابط تحريات القضية الذى أكد أنه طبقا لتحرياته فالمتهم ارتكب الواقعة، دون سبق إصرار وأن الحادث كان وليد اللحظة وأن السكين المستخدم في الحادث عثر عليه المتهم بأحد صناديق القمامة، وهو ما آثار حفيظة الحضور.

 

النيابة تطالب باعتباره قتل مع سبق الإصرار

واليوم وفي ثاني جلسات محاكمة المتهم، طالبت مرافعة النيابة بتحويل القضية لقتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بناءا على ما تأكيد شهود الإثبات التي تثبت ترصد المتهم للمجني عليه، وقدمت النيابة مرافعة تاريخية عن أن المتهم خالف شرع الله بقتل النفس التي حرم الله قتلها، وأن وجوده بين أفراد المجتمع خطر على الجميع.


دفاع أسرة الكاهن: المتسول طرف ثاني 

وبعد ذلك استمعت هيئة المحكمة لمرافعة هيئة الدفاع بالحق المدني، حيث قال سامح زغلول؛ أن البراهين والأدلة تشير لوجود طرف ثاني ومتهم آخر في الجريمة، وهو الشخص المتسول الذي غافل المجني عليه بطلب صدقة، واستغل المتهم هذه اللحظة وغافله بالقتل، متسائلا: "أين الشخص المتسول الذي ظهر في محل الواقعة؟ ولماذا لم يذكر في التحقيقات وأين هو الآن؟، لافتا إلى أن هذا المتسول ربما يكون الوسيلة التي استخدمها المتهم كمساعد له لإلهاء المجني عليه، حتى يستطيع تنفيذ جريمته دون مقاومة.


وأشار المحامي إلى أن الجريمة تمت مع سبق الإصرار والترصد بغرض إرهابي، وأن  المتهم بالتخلص من القمص تخلص منه بدم بارد عندما رآه بزي رجل الكنيسة فاختاره بعناية شديدة، وقدم نفسه قربانا لفكره المتطرف الذي اعتنقه من الجماعات الإرهابية التي انضم لها، مؤكدا أن الجريمة لم تكن وليدة الصدفة أو اللحظة.


محامي المتهم: مختل عقليا

وأيضا استمعت هيئة المحكمة لمرافعة الدفاع عن المتهم، الذي حاول التأكيد على اضطراب المتهم نفسيا وعدم سلامة قوله العقلية، وأن له حق انتُهك بعدم تطبيق قواعد الكشف الطبي عليه الذي يجب أن يوضع خلاله تحت الملاحظة الطبية لمدة 45 يوما، وهو ما لم يتحقق، ما يجعل إجراءات النيابة باطلة.


الإحالة للمفتي

وبعد فترة من رفع الجلسة الأولى، قررت المحكمة وبإجماع الآراء إحالة أوراق نهرو عبد المنعم إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، مع تحديد جلسة 11 يونيو. للنطق بالحكم.

 

زغاريد ودموع

وعقب نطق هيئة المحكمة بالقرار انطلقت الزغاريد الممزوجة بالدموع من المتواجدين في قاعة المحكمة، وأكدت شقيقة المجني عليها أنها كانت تثق في عدالة القضاء ونزاهته، وأن هذا الحكم شافي لغليل الأسرة.

تابع مواقعنا