في ذكرى ميلاده.. كيف ناقش يوسف إدريس مشكلة الزيادة السكانية؟
الأدب فن لا ينفصل عن الواقع، بل أن الأديب غالبا ما يكون سبّاقًا عن الإنسان العادي في التقاط القضايا المجتمعية، وتسليط الضوء عليها من خلال كتاباته، وهذا ما فعله الكاتب الكبير يوسف إدريس في أول مجموعة قصصية صدرت له بعنوان أرخص ليالي.
في القصة التي حملت أرخص ليالي؛ ناقش يوسف إدريس قضية الزيادة السكانية، وكثرة الإنجاب، وما يترتب على ذلك من مشكلات مجتمعية واقتصادية، مسلطًا الضوء عليها من خلال شخصية عبد الكريم؛ الذي يخرج بعد صلاة العشاء، ويمشي في الزقاق وتضايقه كثرة الأطفال الذين يلعبون في الزقاق، فيشتم آباءهم وأمهاتهم، والمفارقة أنه عندم ينتقل الكاتب مع الحاج عبد الكريم في بيته؛ نجد بيته مليئا بالأطفال، رغم حالة الفقر التي عليها، ومع ذلك هو يُقيم علاقة مع زوجته ربما تثمر عن طفل جديد.
ويريد يوسف إدريس أن ينقل رسالة بأن كثرة الإنجاب ليست أمرًا محمودًا، ولا يعطي الفُرصة لتربية الأطفال بشكل سوي يليق بمجتمع راق، فنجدهم منتشرين في الشارع؛ يتلفظون بألفاظ غير مُهذبة أثناء لعبهم ولهوهم، ولا يأبهون بمرور كبير السن، وأن يصطدموا به أو يصيبه منهم أذى.
رسالة إلى المسؤولين
في المقابل؛ وجّه إدريس؛ رسالة إلى المسؤولين، بأن قلة التوعية بمخاطر كثرة الإنجاب، وعدم معرفة البسطاء بوسائل تحديد النسل؛ قد يكون سببا في الزيادة السكانية وكثرة الإنجاب، وهو ما يتجلى في الحاج عبد الكريم في قصة أرخص ليالي، كونه يكره كثرة الأطفال، لكنه لا يعرف وسيلة لتحديد النسل عندما يمارس علاقته الزوجية مع زوجته، كما أن يوسف إدريس كعادته؛ يُسلّط الضوء على المهمشين والفقراء، وأهم قضاياهم، ويحث المسؤولين على الالفتات إليهم.
