3 أساليب يتبعها الخليفي لحرمان ريال مدريد من صفقة القرن
لا صوت يعلو فوق الحديث عن مستقبل كيليان مبابي نجم فريق باريس سان جيرمان على الساحة الكروية خلال الساعات الأخيرة، وخاصة أن الفيراري الفرنسي اقترب من إخراج قراره إلى النور في الساعات القادمة، إن كان بتمديد عقده مع البي إس جي مع ضغوط ناصر الخليفي رئيس النادي الفرنسي أو بالانتقال إلى ريال مدريد، في صفقة توقعها الجميع وحلمت جماهير اللوس بلانكوس بها سنوات طويلة.
بروباجندا إعلامية
وتظل البروباجندا الإعلامية هي الصفة الأكثر وضوحًا، في عملية تحديد مستقبل كيليان مبابي خلال الوقت الحالي، مع تضارب الأنباء التي تصدرها وكالات الأنباء العالمية التي تعتمد على الصحافة الفرنسية التي تقترب من الخضوع لسيطرة ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان أو الصحافة الإسبانية، التي يهيمن عليها فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد منذ سنوات طويلة، مرورًا بتصريحات المقربين من اللاعب التي تزيد الأمور تعقيدًا.
رهان تاريخي بين دهاء الشامخ وأموال الشيخ القطري
وأصبح من الواضح أن العملية تحولت من مفاوضات على الطاولة بين مسؤولي نادٍ بعينه وبين وكيل لاعب أو مع اللاعب ذاته في صفقة مبابي، بل أصبحت صراعًا بين تاريخ بيريز الحافل بالانتصارات التعاقدية والإدارية وعناد الخليفي بنفوذه المالي الذي يرغب في استغلاله بإسقاط قوة بيريز الملقب بـ الشامخ، والذي كان واضحًا أنه اتخذه منهجًا إداريًا له منذ تحركه الغريب في السنوات الأخيرة بكسر عقد نيمار جونيور بمبلغ فلكي، مرورًا بالسياسات غير المُبررة في الصفقات الخاصة بفريق العاصمة.
مبابي صفقة القرن الـ 21
وعندما يتعلق الأمر بتاريخية الصفقة في القرن الـ 21، تظهر تضحية الخليفي بمبلغ يقارب مليار يورو لإبقاء مبابي موسمين فقط مع منحه حرية الرحيل بعدهما، وكذلك سقوط ريال مدريد في فخ المماطلة لأول مرة في تاريخه مع أحد اللاعبين، أصبحت الجماهير تمتلك شكوكًا أكبر حول طبيعة الصراع الذي تحول من صفقة إلى مراهنة بين الملياردير القطري والثعلب الإسباني على تاريخهما، فماذا عن أساليب ناصر الخليفي التي أعاد بها الآمال لفريق العاصمة الفرنسية، رغم أن مبابي كان أغلق اتفاقه بالكامل.
1- التضليل الإعلامي (البروباجندا)
وكان التضليل الإعلامي سمة بارزة في أساليب ناصر الخليفي، من أجل إبقاء حظوظ باريس سان جيرمان أمام جماهيره وإخفاق آمال جماهير ريال مدريد وإدارته في حسم الصفقة على مدار الفترة الماضية، فاستغل الخليفي الصحافة الفرنسية بكافة مصادرها الموثوقة من الدرجة الأولى لصالحه، والذي يعتبر أسلوبًا استثنائيًا لم ينجح أي رئيس مجلس إدارة لنادٍ أوروبي كبير في تطبيقه على مدار السنوات الأخيرة سوى فلورنتينو بيريز؛ مما يعني أنه يواجهه بنفس سلاحه.
وكان تحدث الكثير من المقربين للرئيس المدريدي فلورنتينو بيريز في مرات عديدة، حول الطرق التي استخدمها الشامخ في حسم صفقات عصر الجلاكتيكوس، والتي كانت من بينها استخدام وسائل الإعلام الإسبانية لصالحه بالكامل عن طريق تسريب أخبار معينة ودفع الصحف نحو نشر أخبار تخدم طرق سير الصفقة، وهذا ما قام الخليفي بتطبيقه لمواجهة بيريز بنفس سلاحه في صفقة مبابي.
واستخدم الخليفي وسائل الإعلام الفرنسية، وعلى رأسها صحيفة ليكيب الأكثر مصداقية في الصحف الرياضية الفرنسية لصالحه، وذلك من خلال دفع الصحيفة نحو نشر أخبار تضلل الجماهير الخاصة بريال مدريد وباريس سان جيرمان فيما يتعلق بتوصل البي إس جي لاتفاق بتمديد عقد مبابي أو أخبار أخرى تربط مبابي بالانتقال إلى برشلونة الغريم التقليدي لريال مدريد، أو نفي كل ما كان ينشر من المصادر فائقة الثقة في الصحف العالمية والإسبانية، بأن صفقة انتقال مبابي إلى ريال مدريد تمت وأن اللاعب حسم توقيعه منذ شهر يناير الماضي بدخوله في الـ 6 أشهر الأخيرة من عقده.
2- الضغط السياسي
ومع صغر سن مبابي صاحب الـ 23 عامًا، يستغل ناصر الخليفي كونه رئيسًا لنادي العاصمة الفرنسية باريس والممثل الأكبر لدولة قطر في كرة القدم الأوروبية، سلطاته من أجل الضغط على مبابي وإقناعه عن طريق مكالمات هاتفية بشكل شخصي من إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، وكذلك الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
ويمثل الضغط السياسي عنصرًا لا يقل أهمية عن سياسية البروباجندا التي يطبقها الخليفي في تضليل جماهير ريال مدريد عن صفقة مبابي، حيث ربما يرضخ مبابي الذي يرغب في الحفاظ على مكانته بالمنتخب الفرنسي وتعزيزها بمزايا أكبر، وكذلك في دولته التي يحمل جنسيتها فرنسا بوعود من ماكرون الذي يرغب في إبقائه داخل العاصمة الفرنسية أو ضمان علاقات قوية مع أمير دولة قطر الذي يدعم مشروع الخليفي.
3- الإغراء المالي
ورغم أن مبابي كان يؤكد عدم نظرته للأموال في أي مرحلة سابقة من مراحل عرض باريس سان جيرمان عملية التجديد عليه، إلا أن الخليفي يعتبره عنصرًا مؤثرًا للضغط على النجم الفرنسي للبقاء مع الفريق مع الضغط عليه إعلاميًا وسياسيًا من ناحية أخرى، فربما يصبح مبابي رئيسًا فعليًا لباريس سان جيرمان حال وافق على التمديد بالتحكم الكامل في كل ما يتعلق بملف كرة القدم وعرض الحصول على شارة القيادة، مع تعزيز علاقته مع أمير قطر ورئيس فرنسا إلى جانب الحصول على مليار يورو نظير البقاء عامين فقط، مع نهاية العقد ذاته بعد موسمين ويظل عمره 25 عامًا ومن ثم خوض التجربة التي يريدها.