رغم فقدان بصره.. حسين عرابي طالب بإعلام القاهرة وجامعة إلينوي يصبح مخرجا ومصورا
نجح الطالب حسين عرابي، بكلية الإعلام جامعة القاهرة، من ذوي التحديات البصرية، وهو لديه 22 عامًا، في إخراج وتصوير فيلم تسجيلي، ضمن مشروع بمادة Webcasting، وعلى الرغم من فقدان بصره؛ إلا أنه واجه الكثير من الصعوبات حتى يتفوق في حياته العملية والدراسية.
وقال حسين عرابي، طالب كلية الإعلام شعبة اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة، إنه فقد بصره منذ الصغر، وواجه الكثير من الصعوبات في بداية حياته؛ لأنه كان طفلًا في مقتبل عمره لا يعرف شيئًا في الحياة سوى اللعب واللهو فقط.
أول مخرج ومصور من ذوي التحديات البصرية
وأوضح عرابي، خلال حديثه لـ القاهرة 24، أنه عندما بلغ 7 سنوات من عمره؛ دخل معهد القراءات وعلوم القرآن نظام الـ 5 سنوات، المخصص للكبار، بجوار دراسته العادية، ولم يستسلم للظروف، وتحدى الصعاب التي تمنعه من التفوق، متابعًا: دائمًا كنت أحصل على المركز الأول في دراستي، والثاني على الجمهورية للمكفوفين، ثم حصلت على دورات للكتابة على الكمبيوتر، واشترى لي والدي آلة للكتابة بطريقة برايل؛ حتى تسهِّل عليَّ حفظ الدروس.
وأضاف الطالب حسين عرابي، أنه استطاع حفظ القرآن الكريم، وحصل على إجازة في القراءات بروايات ورش وحفص عن عاصم، والتحق بالمعهد العالي لعلوم القرآن نظام الـ8 سنوات وهو في عمر الـ13 عامًا، وكان أصغر طالب به، لافتًا إلى أنه كان الثالث على الجمهورية في الثانوية العامة للمكفوفين بمجموع 96.1%، ثم التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
وأشار الطالب حسين عرابي، خلال حديثه لـ القاهرة 24، إلى أنه يدرس حاليا في شعبة اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في السنة الأخيرة، ويدرس في برنامج مبادرة التعليم العالي للجامعات الحكومية: HEI الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، والذي تديره هيئة أميديست مصر- AMIDEAST Egypt، بالإضافة إلى أنه درس التسويق والتليفزيون في الولايات المتحدة كطالب دولي، في جامعة إلينوي إربانا شامبين University of Illinois، Urbana-Champaign.
أما بالنسبة للتصوير والإخراج؛ فواصل حسين، حديثه، قائلًا: بدأت في التصوير؛ عندما كنت في أولى جامعة، مع أحد المصورين، وبعد ذلك تعلمت التصوير على يد حسام دياب، والفيديو على يد الدكتورة بسنت مراد، والدكتورة منة عبد الحميد، حيث تعلمت كل شيء عن التصوير وضبط الموضوعات، ونفذت مشروعا في الجامعة بمفردي، وأعجب الكثير به.
وواصل حسين عرابي: المشروع كان عبارة عن مجلة صحفية، مكتوبة بطريقة برايل، وهي طريقة اللمس التي يستخدمها المكفوفون في الكتابة، وهي مجلة مصورة، يستطيع المكفوفين قراءة الصور التي تكون بداخلها مثل المبصرين، حيث أنني من التقط كل الصور الخاصة بها، بنفسي، خلال إيفنتات مختلفة، وكانت تحت إشراف دكتور نادر حبيب الصحفي بالأهرام ويكلي، بينما كانت الجرافيك ديزاينر فيها ريهام محمد، واستخدمنا فيها طابعة مخصصة لطباعة الصور الملموسة.
وأكد الطالب، أنه أصبح حاليًا متمكن في التصوير وكتابة الاسكربتات، حيث كانت هناك بعض المعيدات يساعدنه بعد كل سيكشن، وكن يشرحن له كل شيء ليس واضحًا بالنسبة له، مثل: إعدادات الكاميرا، أو الأجهزة في الكونترول روم داخل الاستوديو، موجهًا الشكر إلى كلا من: الدكتورة شيري عصام، والدكتورة نورهان هشام.
واختتم الطالب حديثه، قائلًا: إنه قام بإخراج وتصوير قصة استثنائية أخرى، لا تقل عن قصته، تحت اسم: نقطة بيضة، وهذه القصة تتحدث عن مصورة سينما كفيفة وكاتبة ومعلقة صوتية، بمعاونة زميلته المونتيرة نورين محمد، والدكتورة سارة فوزي المحاضر بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
