سعيد زكي يكتب: مطلوب تدخُّل وزيرة الثقافة
منذ أيام شهد الوسط الثقافي حالة غضب وغليان بعد تداول أنباء عبر السوشيال ميديا عن هدم مقبرة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، ضمن خطة إنشاء محور يحمل اسم الكاتب الصحفي ياسر رزق، وخرجت بعدها مها عون، حفيدة عميد الأدب العربي في وسائل الإعلام، لتعلن أن المقبرة داخلة في التوسعات، وتم وضع علامات «إكس» باللون الأحمر عليها في إشارة إلى أنها ستُهدم.
وأيضا تم تداول أخبار إعلامية حول نفي محافظة القاهرة لهدم مقبرة طه حسين، لكن حفيدة العميد أوضحت أنها ذهبت إلى المحافظة، وأكدوا لها أن قرار الهدم من عدمه لم يحسم حتى الآن، وأن المحافظة ليست هي المسؤولة في هذا الشأن.
ونظرًا لأن وزارة الثقافة وعلى رأسها الدكتورة إيناس عبد الدايم باعتبارها القائمة على شؤون الثقافة والمثقفين في مصر طرفٌ في هذا الأمر، فهي مطالبة بالتدخل، ولا سيما إذا كان الأمر يخص قامة كبيرة مثل طه حسين عميد الأدب العربي، لكن على غير المتوقع لم نسمع أي تعليق منها.
وعندما نقول إن وزيرة الثقافة مطالبة بالتدخل فلا يعني ذلك بالضرورة أن قرار هدم المقبرة أو منعه بيدها، فنحن نعرف أن هناك جهات اختصاص أخرى بمثل هذه الأمور وأن هناك أولويات فعلية قد يستحيل معها تفادي هدم المقبرة، ولكن تدخل الوزيرة من باب إشعار جموع المثقفين في مصر أن ما يشغلهم يشغل الوزيرة ويدخل في نطاق اهتمامها، وأنها تتضامن معهم فيما يشغلهم.
وفي ظني أن الموقف يقتضي من وزيرة الثقافة الإعلان عن أحد أمرين، فإما أن ترسل لجموع المثقفين رسالة تطمينات بأنها تواصلت مع الجهات المختصة فعلا، وأن ثمة محاولات فعلية لتفادي هدم مقبرة العميد، مع مراعاة استكمال المشروع والمصلحة العامة للدولة، وفي ذلك يكون رسالة تطمين من الوزيرة للمثقفين وأمرًا محمودًا لها.
وإما أن تعلن الوزيرة أنها تواصلت مع الجهات المختصة وأفادوها أن الضرورة تقتضي هدم المقبرة ولا يمكن تفاديها، وعلى الرغم من أن هذا سيحزن المثقفين فإني لا أعتقد أن مثقفًا سيقف ضد المصلحة العامة للدولة، ويكون ذلك أمرًا محمودًا لمعالي الوزيرة أيضًا.
وفي كل حال سواء كان الأمر هذا أو ذاك إلا أن تدخل الوزيرة في مثل هذا الأمر سيجعل جموع المثقفين مطمئنين إلى أن ما يهمهم يهم وزيرتهم وأنها تتابع هكذا أمر جد مهم، وكلي يقين أن وزيرة الثقافة تتواصل فعليا مع الجهات المختصة حول الأمر، وفي أمور كثيرة مشابهة، لكن ينقص فقط إعلان ذلك إعلاميًّا.
