ذاكرة الأمثال.. زي الإبرة تكسي الناس وهي عريانة
الأمثال تزودنا بالدروس الحياتية، والخبرات اليومية، ومن خلالها نستطيع أن نعرف ما سار عليه الأسلاف من صواب، وتجعلنا نتفادى ما وقعوا فيه من أخطاء.
وتمثل الأمثال، ذاكرةً، تحفظ هوية الأمم وتاريخها، ومن الخطأ الكبير الاعتقاد أن الأمثال كلام يُقال من أجل التسلية أو التسامر.
ومن الأمثال المشهورة والمتوارثة: زي الإبرة.. تكسي الناس وهي عريانة، وهذا المثل يُضرب لمن يعمل لنفع غيره، بلا فائدة تعود عليه.
وكما يوضح الكاتب الكبير أحمد باشا تيمور في كتابه: الأمثال العامية، أن المثل قديم، ذَكَرَهُ الأبشيهي في كتاب: المستطرف في كل فن مستظرف، بفلظ: كالإبرة تكسو الناس وهي عريانة.
ويوضح أن المثل جاء في كتاب مجمع الأمثال للميداني، وفي معنى المثل قول الشاعر:
أحمل نفسي كل وقت وساعة
هموما على من لا أفوز بخيره
كما سود القصار في الشمس وجهه
حريصا على تبييض أثواب غيره
زي البقرة البلقة
ومن الأمثال الطريفة القديمة أيضا، قولهم: زي البقرة البلقة.. أي أنه مشهور يعرف من بين الناس، وإنما شبهوه في ذلك بالبقرة البلقاء؛ لأن البلق قليل في دواب مصر.
ويوضح أحمد تيمور باشا، أن أهل الشرقية يقولون هذا المثل: زي البقرة اللبطة.. واللبط عندهم هو نفسه البلق، والعرب تقول: وأشهر من الفرس الأبلق، وأشهر من فارس الأبلق، وللشاعر الجاهلي بيت في هذا المعنى:
تعالوا فإن الحكم عند ذوي النهى
من الناس كالبلقاء باد حجولُها