مناقشة آليات البناء الثقافي للشباب في ظل الجمهورية الجديد بالمجلس الأعلى للثقافة
ناقش مؤتمر آليات البناء الثقافي للشباب المصري في ظل الجمهورية الجديدة.. الفرص والتحديات؛ الذي نظمته لجنة الشباب بالمجلس بحضور مقررتها الدكتورة منى الحديدي؛ عدة محاور، تندرج جميعها ضمن آليات بناء الشباب المصري فى ظل تشييد الجمهورية الجديدة، وما يتبع ذلك من تحديات وفرص.
تحدثت في المؤتمر الذي انعقد أول أمس، الدكتورة غادة فؤاد الدكتورة غادة فؤاد؛ العضوة بالجمعية الأفريقية، والمنسقة للعلاقات الخارجية بنادي المرأة الأفريقية، مؤكدة أن تطبيقات التكنولوجيا تمثل شريكا أساسيا لنا جميعًا فى مختلف جوانب حياتنا، خاصة بعدما اجتاحت العالم جائحة كورونا، باتت وسائل التواصل الاجتماعي هي الأداة الأساسية المستخدمة فى التواصل بين البشر، متابعة أن وسائل التواصل الاجتماعي أشبه بمرآة، تعكس من خلال محتواها الواقع المجتمعي.
وتابعت: وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة صارت تستخدم كأداة لخلق توجهات سياسية، بالإضافة إلى استخدامها في نشر أخبار خاطئة تارة ومفبركة تارة أخرى، وهنا تظهر مسؤولية الصحفيين والإعلاميين بالوكالات الإخبارية العريقة في عدم نقل الأخبار من بعض الصفحات المجهولة الهُوية، دون تحقق من مصدر الخبر، للحيلولة دون حدوث حالة من البلبلة وعدم اليقين وافتقاد الثقة بشكل عام.
ومن جانبه، أوضح الدكتور فتحي شمس الدين؛ أستاذ مساعد الإذاعة والتليفزيون بجامعة بنها وخبير الإعلام الرقمي، أن شبكات التواصل الاجتماعي تُعد بلا خصوصية، مشيرًا إلى أنها في مقابل تقديمها للعديد من الخدمات المجانية للمستخدمين، تطلع على معلوماتهم الشخصية بهدف تحقيق المكاسب المالية الضخمة.
وأكد أن شبكات التواصل الاجتماعي تكاد تعرف كل شيء عن مستخدميها أكثر مما يعرفوه عن أنفسهم، مثل توجهاتهم الفنية والرياضية والسياسية إلخ، حتى الأماكن التي يزورنها مستخدميها ورفقائهم فى هذه الزيارات والأنشطة المختلفة، وبالتبعية تستغل شبكات التواصل هذه المعلومات الخاصة بمستخدميها وتخضعها لعملية تحليل بيانات متقدمة نحو معرفة المزيد عن خصوصياتهم، وتُعد هذه النقطة هي الأكثر خطورة، بجانب نشر المعلومات وإشاعة الأخبار المغلوطة على لسان مؤسسات إعلامية ذات مصداقية بواسطة تقنيات التزييف الحديثة المتعددة.
رفع مستوى الوعي
فيما أكد الدكتور المستشار أيمن فؤاد؛ رئيس محكمة الاستئناف، وعضو لجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس الأعلى للثقافة، أهمية رفع مستوى الوعي الثقافي لدى الشباب، وأوضح أن هذا الأمر له عدة سبل، من أهمها استغلال حماس الشباب إيجابيًا، من خلال توجيههم نحو العمل الجماعي التطوعي، الذى يُعد أيسر طرق اكتساب مهارات القيادة، بفضل تحلي الشاب المتطوع بإمكانية تعلمه أن يتوافق أكثر مما يختلف، وأن يقترب أكثر مما يبتعد، وأن يساهم فى البناء أكثر مما يهد، وأن يعطى أكثر مما يأخذ.
وأوضح أن العمل الجماعي التطوعي يفيد شخصية الشاب المتطوع، ويعزز من انخراطه نفسيًا فى مجتمعه، مما يترك له شعور بالسعادة والرضا نتيجة لنجاح هذا العمل الذى تطوع فيه، وما قدمه خلاله من عطاء.
غرس ثقافة التطوع
وأكد الدكتور إبراهيم عز الدين، العميد السابق للمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بمدينة السادس من أكتوبر، وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد مدارس الخدمة الاجتماعية فى أفريقيا، أهمية غرس ثقافة العمل التطوعي خلال المرحلة الجامعية بشكل خاص.
وأوضح أن أبرز هذه القيم تتمثل فى التنظيم الجماعي للجهود، واكتساب روح الفريق مما يدعم بدوره المجتمع ويجعله فى أحسن حال، وفى حقيقة الأمر يقدم التطوع مساعدات مباشرة مثل المساعدة فى جمع الأموال أو إنجاز الأعمال الإدارية، بهدف دعم المؤسسات باختلاف تخصصاتها من رعاية للأطفال والمسنين وذوى الاحتياجات الخاصة وغيرها من أنشطة مجتمعية خيرية، أما المساعدات غير المباشرة؛ فلها عدة أمثلة مثل عمل الدراسات التحليلية لأسباب المشكلات التي يعانيها المجتمع؛ فتساهم هذه الدراسات التخصصية فى حل تلك المشكلات مما يعود بالنفع على المجتمع بشكل عام.
وفى ختام كلمته، أشار إلى أهمية تطوع الشباب المصريين، خاصة أن قوة مصر الضاربة تُعد من الشباب؛ فيبلغ تعداد الشباب ما يزيد عن 25 مليون؛ فلنتخيل إذا تطوع كل شاب منهم فى مشاريع محو الأمية والدعم المجتمعي، بالتأكيد سيتحسن الوضع بشكل كبير.
وفي الختام، أكد محمد مصطفى النحاس، أن مفهوم التطوعي المتعارف عليه، هو نشاط إداري لا ينطوي على مكافأة أو أي مصلحة شخصية، كما يتم تنفيذه بواسطة منظمة رسمية أو مجموعة من الأفراد، ولا يتضمن أي علاقة مشتركة بين المتطوعين والمستفيدين، مشيرًا إلى أن أبرز ما تفتقده مصر في مجال العمل التطوعي يتمثل في عدة نقاط مثل: ماهية الفوائد الشخصية المتحققة للمتطوعين نتيجة قيامهم بالأعمال التطوعية، كم المهارات والمعارف المكتسبة للمتطوعين جراء المشاركة فى العمل التطوعى، مدى إمكانية تعزيز الأعمال التطوعية من فرص المتطوعين فى الحصول على عمل مدفوع الأجر، قياس نسبة فعالية المتطوعين فى تقديم الأعمال التطوعية وفقًا لما يتناسب مع كل منهم.