السبت 16 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رحلة علم.. قصة عصمت هانم أمين من النضال لأجل التعليم إلى عالمة بهيئة الطاقة النووية

الدكتورة عصمت هانم
كايرو لايت
الدكتورة عصمت هانم أمين
الخميس 26/مايو/2022 - 07:19 م

اللي عايز حاجة وبيحلم بيها هيوصلها؛ هكذا عبرت الدكتورة عصمت هانم أمين، الأستاذة في مجال سلامة المفاعلات النووية بهيئة الطاقة النووية، عن جهدها وحصيلة تعبها طيلة السنوات الماضية للوصول إلى مكانة كبيرة في مجال الذرة.

الدكتورة عصمت هانم

نشأة الدكتورة عصمت هانم

الدكتورة عصمت هانم، روت رحلتها مع العلم، وحصولها كأول سيدة على الدكتوراه في التكنولوجيا من جامعة شتوتجارت بألمانيا، لتصبح باحثة بمعهد الطاقة النووية بجامعة شتوتجارت. 

وقالت عصمت هانم لـ القاهرة 24، إنها ولدت في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية في 12 مايو 1940، وكانت البنت الثانية من بين 10 أبناء، وجميعهم حاصلين على تعليم عالٍ.

عائلة الدكتورة عصمت هانم

الحياة العلمية والعملية للدكتورة عصمت هانم

وقالت الباحثة، إن والدتها أصرت على حصول جميع الأبناء على التعليم العالي رغم رفض والدها الذي كان يعمل كمدير مدرسة، ويسير على مذهب أنه لا تعليم للفتيات، وأجرت الأم لهم بيت صغير ليعيشوا فيه ويتلقون العلم بمركز فاقوس بالشرقية، حتى حصلت الدكتورة عصمت على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1961 في تخصص الفيزياء والرياضيات.

وأوضحت أنها حصلت بعدها على درجة الماجستير في فيزياء المفاعلات من جامعة برمنجهام بإنجلترا، من ثم حصولها على شهادة الدكتوراه في هندسة المفاعلات النووية من جامعة شتوتجارت، وكانت أول امرأة تحصل على درجة الدكتوراه على الإطلاق من هذه الجامعة.

الدكتورة عصمت هانم

وأوضحت عصمت هانم، أنها عملت كمعيدة في قسم الطاقة الذرية المصرية؛ ثم مدرس مساعد بجامعة ليفربول، كانت حاصلة وقتها على منحة تدريب لسنة واحدة ولكنها أصرت الحصول على شهادة ورفضت الهيئة ذلك وطالبوها بالرجوع ولم تكن لديها تمويل ولم تستطع الحصول على شهادة أمن الطاقة الذرية وانتهت المنحة.

وعملت مساعد باحث في الطاقة النووية البريطانية في هارلو، وانتهت منحتها أيضًا ولكنها لم ترغب في العودة إلا وهي حاصلة على شهادات أخرى، وكانت ترغب في التمويل من جهة ما، حتى تواصلت مع معهد يوسف ستيفان ليوبليانا في يوغوسلافيا وحصلت على منحة من هناك، ولكن رأت أن المستوى العلمي أقل حتى تواصلت مع جهات علمية أخرى.

وبالفعل حققت عصمت هدفها، وتواصلت مع ألمانيا حتى أصبحت باحثة بمعهد الطاقة النووية بجامعة شتوتجارت لمدة ثلاث سنوات، وفي هذه الفترة أجرت العديد من الأبحاث الهامة الخاصة بصواريخ الفضاء التي تعمل بالطاقة النووية.

الدكتورة عصمت هانم

تحديات رحلة العلم لعصمت هانم

وفيما يخص التحديات العلمية التي واجهتها عصمت هانم، قالت إنها كانت تحتاج للاطلاع على الأبحاث العالمية، خصوصا الأمريكية، وتعلم لغات البرمجة، وقالت: علمت نفسي لغتين برمجة وأتقنتهم في وقت قصير، وكنت بضطر المكوث في الجامعة لوقت متأخر من الليل لإجراء الحسابات على الكمبيوتر بالجامعة سواء في برمنجهام أو شتوتجارت، وأحيانا كنت أبات في الجامعة يومين أو تلاتة.

وكشفت أنه كان لديها مشكلة في تعلم اللغة الألمانية، موضحة: اللي ساعدني جدا إني كنت ساكنة مع واحدة ألمانية ما كانتش بتعرف إنجليزي، وكان معايا القاموس كنت طول الوقت أشاور لها على الكلمة وتعرف أنا عاوزة إيه، وبكدة اتعلمت ألماني في وقت قليل.

وواصلت حديثها عن رحلة العلم مؤكدة أنها بدأت العمل كمدرسة في الجامعة التكنولوجية التابعة لجامعة بغداد، وطلب منها علماء عراقيون بالعمل معهم، وعملت كباحثة في برنامج الطاقة النووية العراقية في عام 1975، ثم شغلت منصب أستاذ مساعد في قسم الهندسة النووية بجامعة بغداد.

صورة لقسم الهندسة النووية جامعة بغداد

وأفادت بأن بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 عادت إلى مصر هي وزوجها الدكتور محمود محمد إمام، الحاصل على نفس الدرجة العلمية الخاصة بها، ولم يتمكنا من العودة للعراق مرة أخرى فتركوا ممتلكاتهم جميعها هناك، لتعمل بهيئة الطاقة الذرية المصرية وتحصل على درجة أستاذ بأمان المفاعلات النووية، ومنذ عام 2000 أستاذ متفرغ في هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.

وأشرفت على مر السنين على العديد من الرسائل والمنشورات العلمية، والإشراف على أكثر من 25 رسالة دكتوراه وماجستير بجامعة عين شمس والقاهرة والإسكندرية والزقازيق، ونشرت أكثر من 60 ورقة علمية منشورة في مجلات علمية محلية وعالمية متخصصة في المجال النووي. 

الحياة الأسرية للدكتورة عصمت هانم

أما عن حياتها الشخصية، فقالت إنها تزوجت من زميل لها ثم أنجبوا ولد وهو مهندس مدني، وبنت مهندسة معمارية ولديهم أطفال الآن، كما أنها فخورة بما وصلت إليه وتسعى لجعل أبنائها ذو أثر علمي وأخلاقي، بالإضافة إلى ذلك فهي تواصل رحلتها في العلم والحياة من خلال مساعدة طلبها في الحصول على درجات علمية عالية.

تابع مواقعنا