قانون المرايا

أحيانًا نتمنى لو كان بإمكاننا أن نرى أنفسنا بالمرآة كما نراها بفلاتر كاميرا الموبايل، فهي تجعل بشرتنا أجمل، والصورة أنقى؛ بل تجعل تفاصيلها أيضًا واضحة وجذابة أكثر ممّا نراه في الحقيقة، وأمام أعيننا بالمرآة.
ولكن حتى لو تغيّرت ملامحنا بفلاتر الموبايل، أو جعلت الصور أجمل، هل هذا سيغير حقيقة الأمر، أو مثلًا تغيّرت حقيقتنا التي نراها كل يوم أمامنا؟، بالطبع لا، فالمرآة أجمل ما يميزها أنها واضحة وصريحة لا تُجمل ولا تغير بل تظهر كل شيء كما هو عليه.
في بعض الأوقات، أتمنى لو يمكن أن نحيا كالمرآة في حياتنا، ننظر للأشياء على حسب حقيقتها، دون تجمل أو إضافة رتوش، حتى نجعل أنفسنا تتقبل أوضاعًا أقل ما توصف به بالصعبة وبالمرارة.
فأحيانًا نُجمل صورة مَن نحب، تحت شعارات وأعذار أقل ما يقال عنها بالقبيحة والمؤذية لأنفسنا، مثل أنهم معرضون للضغوط طوال الوقت، أو بأنهم مشغولون طوال الوقت، رغم أن المواقف هي مرآة حقيقية تظهر حقيقة من حولنا طوال الوقت، ولكن نحن من نصرّ على تفعيل وضع الفلتر حتى نلتمس لهم الأعذار.
ليس من الخطأ أن تلتمس الأعذار وأن تكون مُحبًا لكل من حولك، لكن من الخطأ أن تحاول تجميل الوضع طوال الوقت، فتصبح أنت الخاسر في القصة، ولا أحد آخر سواك، فأنت لا تُعَد مخطئًا عندما تطلب أن تُحب كما تستحق، لأنك في الأساس.. تستحق الحب.
فتعلم أن تكون في حياتك كالمرآة لا تجمل الصور إلا إذا كانت جميلة بالفعل وتستحق أن تراها جميلة وواضحة كما هي في واقعها، لا تجملها فقط لأنك تتمنى أن تراها جميلة، فأنت لست بالقليل حتى تقبل بما هو قليل.
مَن يحبك بالفعل، سيعرف كيف يكون جميلًا في أفعاله، في مواقفه، في محبته لك، وقبل كل هذا، كيف يكون صادقًا في حبه لك، لأنك بالفعل تستحق كل ما هو جميل، صدق هذا بداخلك، حتى تجد بالفعل كل الحب الذي تبحث عنه.
لأنك لو ظللت تظن بأنك لا تستحق المحبة، أو العلاقة التي تكون مطمئنًا فيها، بالطبع لن تجدها، لأن الحياة لا تعطي للشخص ما لا يبحث عنه من البداية.. فابحث عن الحب الصادق الذي يجعل مرآتك صادقة من البداية.