من كرتونة إلى ماكينة فوري.. قصة التحول في جمع التبرعات بالمساجد إلكترونيًّا
في سابقة لم تعهدها مصر من قبل؛ قررت وزارة الأوقاف، استبدال صناديق التبرعات بالمساجد، بماكينات الدفع الإلكتروني- فوري؛ وهو ما تحقق بالفعل، أمس الأربعاء 25 مايو 2022، وهي الخطوة التي جعلت مشهد الصندوق المغلق المحفور عليه: تبرعوا، أصبح من الماضي.
حظر صناديق التبرعات بالمساجد.. بداية القصة
البداية قبل 6 أشهر، وتحديدا في نوفمبر 2021، حينما فوجئ المصريون، بقرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بحظر صناديق التبرعات بالمساجد نهائيا، ومنع جمع أي أموال تحت بند: التبرع للمساجد، من أي فرد، مع التشديد على أن من يخالف ذلك؛ يعرض نفسه للمسائلة القانونية.
القرار السابق لم يلقَ استحسان الكثيرين حينها، حيث ثار العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ضده، قبل أن يخرج الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف؛ لشرح الأسباب الدافعة لاتخاذ قرار بحظر صناديق التبرعات بالمساجد نهائيا.
أسباب حظر صناديق التبرعات بالمساجد
وزير الأوقاف أكد حينها، أن قرار حظر وضع صناديق التبرعات بالمساجد؛ يصب في مصلحة المصريين، لافتا إلى استغلال البعض لهذه الصناديق، في تمويل جماعات إرهابية، أو تحقيق أغراض شخصية لواضعيها، فضلا عن ضعف حمايتها، وتعرضها للسرقة في بعض الأحيان.
ومن زاوية أخرى، نوه مختار جمعة، بإساءة هذه الصناديق إلى مظهر مصر الحضاري، وأحيانا للشعائر الدينية، قاصدًا بذلك ما كان يحدث من بعض الأشخاص، الذين اعتادوا حمل العلب الكرتون، والمرور بها على المصلين في أثناء خطبة الجمعة أو غيرها، والإشارة إليهم بوضع أموال بها؛ من باب التبرع، وهو ما كان يشوش أذهان المصلين عما يؤدونه من عبادة.
التحول الرقمي، والجمهورية الجديدة، ووضع رؤية مصر 2030 نصب العينين؛ كان من ضمن الأسباب التي دفعت وزارة الأوقاف إلى اتخاذ قرارها بحظر صناديق التبرعات في المساجد، والإعلان عن قبول هذه التبرعات إلكترونيًّا؛ وذلك نظرا لأن توجه مصر العام نحو التطور والتحول الرقمي، فكان لا بد أن يصاحبه بعض التغيرات، حسبما ذكر وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، لتبدأ الأوقاف بعد ذلك، رحلتها في مصادرة وتفريغ محتويات صناديق التبرعات بكل مساجد الجمهورية.
وزارة الأوقاف، لم تلبث أن أعلنت عقب يومين من قرارها، عن أرقام عدد من الحسابات في عدة بنوك، تتبع جميعها البنك المركزي المصري، وتشرف عليها الدولة بشكل مباشر؛ وذلك لتلقي التبرعات للمساجد إلكترونيًّا، بحيث يكون من السهل معرفة ما تم جمعه من هذه المساجد، وفيم صُرٍفْ، ويكون من الصعب التلاعب بها؛ وهو ما لم يكن متوفرا من قبل.
ميكنة التبرعات للمساجد
وفي أبريل 2022، أعلنت وزارة الأوقاف، توقيع بروتوكول تعاون مع كل من: بنك مصر وشركة فوري، بشأن ميكنة صناديق الزكاة والتبرعات بالمساجد وتحصيلها إلكترونيًّا.
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خلال توقيع البروتوكول، أنهم يعملون على تحقيق أعلى درجات النزاهة والشفافية في التعامل مع تبرعات المساجد، من خلال أحدث نظم الحوكمة.
لأول مرة.. ماكينات فوري بالمساجد
لم يمر سوى شهر على إعلان وزارة الأوقاف توقيع بروتكول تعاون مع بنك مصر وشركة فوري، لميكنة التبرعات للمساجد؛ حتى كشفت الوزارة، أمس الخميس 25 مايو 2022، عن تسلم الدفعة الأولى من ماكينات فوري الخاصة ببعض مجالس الإدارات التابعة لمديرية أوقاف القاهرة، وهي: مجلس إدارة مسجد فاطمة الزهراء- مسجد الوحدة - مسجد اليقين - مسجد الشيخ مبارك؛ لتكون هذه المساجد هي أول بيوت الله التي تتلقى التبرعات إلكترونيًّا، عبر خدمة فوري.
وزارة الأوقاف أكدت في بيان لها أمس، أنه جارٍ تسليم باقي مجالس إدارات المساجد تباعًا، ماكينات فوري، مع تعميم الأمر على جميع مجالس الإدارات، لافتة إلى أنه سيتم من خلال هذه الماكينات، تحصيل أي تبرعات لصالح مجالس إدارات هذه المساجد.