ذاكرة الأمثال.. قبل ما تفصّل قِيس
ليست الأمثال كلمات نقولها في مواقف معينة من أجل التسلية أو الضحك، لكن الأمثال لها أهمية أخرى تتمثل في أنها تمدنا بالخبرات الحياتية، وتجعلنا نسير على ما سار عليه السابقون من صواب، ونتفادى ما وقعوا فيه من أخطاء، ونأخذ منها الدروس والعبر.
ومن الأمثال المعروفة الموروثة أيضا قولها قبل ما تفصل قيس وقبل ما تلبس ريس، أي: قس ثيابك قبل أن تفصلها، وإذا تهيأت فقبل أن تلبسها كن رئيسا في نفسك لأن تظهر بها بين الناس.
ويضرب في الحث على قياس الأمور قبل الإقدام عليها وعلى التأهيل لها قبل القيام بها، وبعضهم يروي: «وقبل ما تقيس ريس» ومعناه: كن رئيسا أستاذا في صناعتك.
قالوا للجمل زمّر
ومن الأمثال الطريفة أيضا قولها قالوا للجمل: زمر، قال: لا شفايف ملمومة ولا صوابع مفسرة، ومعنى المثل: طلبوا من البعير أن يزمر؛ فاعتذر بغلظ شفته وخفه، ويضرب هذا المثل عند تكليف شخص بشيء لا يحسنه عمله.
ويوضح أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية أن هذا المثل يروى بطريقة أخرى وهي «قالوا: يا جمل زمر. قال: لا أصابع ملمومة ولا حنك مفسر» وهي رواية أهل الصعيد، ويرويه بعضهم: «لا صوابع مبرومة، ويرويه آخرون: «قالوا للجمل: زمر. قال: لا شفايف ملايمه.
المثل قديم أورده الأبشيهي في كتابه «المستطرف في كل فن مستظرف» برواية: «قالوا للجمل: زمر. قال لا شفف ملمومة ولا أيادي مفرودة.