خالد الجندي: الداعية المنعزل عن الواقع لا ينبغي له تصدر الدعوة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية، إن الدعوة الإسلامية تحتاج إلى عوامل لا بد أن تتوافر في الداعية؛ فهي اجتباء واختيار واصطفاء.
الجندي: حفظ الوطن من صميم مقاصد الأديان وكلياته الست
وأضاف الجندي خلال كلمته في افتتاح الدورة التدريبية الدولية المتخصصة لأئمة وواعظات دولة بوركينا فاسو اليوم الأحد، بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: يقول سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
وأوضح الجندي أن من بين هذه العوامل، العلم الراسخ، والثقافة الشخصية الرصينة، مؤكدًا أن العلم لا يكون إلا بالجثو على الركب؛ أي بالتتلمذ على أيدي العلماء الأكفاء، ولذلك أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى ذلك فقال: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي، وعندما ذهب نبي الله موسى عليه السلام، إلى الخضر ليتعلم على يديه قال له كما حكى القرآن الكريم ذلك على لسان موسى، عليه السلام: قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا، فالعلم اتباع، واقتداء، واهتداء، وارتواء.
وأكد الجندي أن الداعية الذي يعيش منعزلًا عن واقعه لا ينبغي له أن يتصدر الدعوة، وأن الدولة أصبحت مقصدًا من المقاصد التي يحترمها الناس، وهذا ما ألف فيه معالي وزير الأوقاف كتبًا عديدة منها: الكليات الست، مؤكدًا أنه لا دين بدون وطن يحمله ويحميه، وأن الدولة أصبحت مقصدًا من مقاصد الشرع الحنيف.
وأشار إلى أن الداعية لا بد أن يكون وقورًا ومهابًا ورحيمًا، حيث يقول سبحانه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، ويقول سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ.