السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عالم أزهري يحسم الجدل حول حكم ممارسة العادة السرية

حكم ممارسة العادة
دين وفتوى
حكم ممارسة العادة السرية
الإثنين 30/مايو/2022 - 06:22 م

أجاب الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، عن سؤال ورد إليه نصه: ما حكم ممارسة العادة السرية؟

وقال العالم الأزهري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: العادة السرية، أو نكاح اليد، أو الاستمناء باليد؛ حيلة تعويضية لقضاء الشهوة الجنسية، خارج إطارها الطبيعي، وذلك حين لا يكون الطرف الآخر موجودا وجودا حقيقيا، وهي استثارة الفرج باليد لإخراج المني بشهوة، وغالبا ما يكون مصحوبا بالتخيل ليصبح وجود الطرف الآخر وجودا وهميا؛ لتكتمل النشوة الجنسية، مضيفا: قد عرفها العرب قديما، وكانوا يسمونها (جَلْد عُمَيْرَة)، وأنشدوا: إذا حللتَ بوادٍ لا أنيسَ به.. فاجلدْ عميرةَ لا داءٌ ولا حرجُ.

وأضاف العالم الأزهري: يدفع إلى ممارسة هذه العادة فوران الشباب وامتلاؤه بالطاقة، وعدم وجود منفذ طبيعي لتصريف هذه الطاقة، مع توفر البيئة التي تستثير لديهم تلك الغرائز الكامنة، وتحرك فيهم تلك الشهوات الساكنة، من تعري النساء وتبرجهن وتعطرهن وتغنجهن وتكسرهن وخضوعهن بالقول واختلاطهن بالرجال ومحادثتهن وسهولة الوصول إليهن، فضلا عن إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، والمقاطع الجنسية.

إدمان هذه العادة لدى الشباب يؤدي إلى آثار جسدية ونفسية مدمرة 

وتابع العالم الأزهري: أدى إدمان هذه العادة لدى الشباب إلى آثار جسدية ونفسية مدمرة عليهم وعلى المجتمع، فمنها اصفرار لون الوجه وشحوبه، وسواده من كثرة الذنوب، وذبول العينين، والخمول، والكسل، وكثرة النوم، واسترخاء الأعصاب، والاكتئاب، والاضطراب، والذهول، والشرود الذهني، والأمراض التي تصيب الجهاز البولي والتناسلي، والشيخوخة المبكرة، وتوقع الفشل في الحياة الزوجية المرتقبة، من جراء ذلك، وقلت لهم مازحا: لعل أحدكم إذا تزوج أن ينام بجوار زوجته مثل أختها، فتقول له: عفوا، لقد نفد رصيدكم.

وواصل العالم الأزهري: من الآثار المدمرة على المجتمع؛ فقدانه لطاقة الشباب، الذين هم عماد المجتمع، وأساس بنائه، بسبب ضعفهم نفسيا وجسديا، وانتشار التحرش الجنسي، وشيوع الخوف على الأعراض من توقع المكروه، بسبب المحاولات المسعورة المجنونة من الشباب لإرضاء الغريزة الجنسية التي تستثار ولا تهدأ أبدا.

عالم أزهري: موقف الشريعة الإسلامية من ممارسة العادة السرية التحريم

وأشار العالم الأزهري إلى أن موقف الشريعة الإسلامية من ممارسة العادة السرية فهو موقف التحريم، استنادا إلى قوله تعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ"، مردفا: فقوله تعالى (وراء ذلك) يشمل كل ممارسة جنسية خارج دائرة الزواج المشروع أو التسري بالإماء، فيدخل فيه الزنا، واللواط، والسحاق، ونكاح اليد، ونكاح البهائم، وإتيان المرأة في دبرها، وإتيانها وهي حائض، أو في غير موضع الحرث.

وأكمل العالم الأزهري: لم يصح في تحريم نكاح اليد حديث، فيما أعلم، ولكن قد يباح ممارسة العادة السرية للضرورة، كما إذا خشي على نفسه الوقوع في الزنا، عملا بقاعدة ارتكاب أخف الضررين وأهون الشرين.

عالم أزهري يحدد سبل التخلص من العادة السرية

ولفت إلى أن: أما سبيل التخلص منها؛ فبمعرفة أضرارها وآثارها السلبية الخطيرة على الفرد وعلى المجتمع -على النحو الذي بيناه- واختيار الرفقة الصالحة، وهجر رفقاء السوء، والبعد عن المثيرات الجنسية، وتجنب مشاهدة الأفلام الإباحية، وغض البصر عن المحرمات، وعدم الاختلاط المحرم بالنساء، وممارسة الأنشطة الرياضية ككرة القدم ورفع الأثقال والسباحة والعدو، والفكرية كالقراءة والبحث العلمي، والأدبية ككتابة القصة والرواية والمقال والشعر، والروحية كالصلاة والصوم والذكر والدعاء وقراءة القرآن؛ فإنها تقلل حدة الشهوة حتى يبلغ الكتاب أجله، والتعجيل بالزواج ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

وفق رأي العالم الأزهري، فإن الأسرة يجب عليها أن تشارك في الحل، بتوفير المناخ المناسب لاستقامة الشباب، وأما المجتمع فعلى النساء أن يلزمن الحشمة في ملابسهن، وعدم الخضوع في كلامهن، وتجنبهن محادثة الشباب إلا لضرورة، وأما الدولة فيجب عليها -بحكم مسؤوليتها عن سلامة مواطنيها- أن تهيئ الأجواء الصالحة للشباب لسلامتهم نفسيا وجسديا، وأن تسن من القوانين والإجراءات الاحترازية والوقائية ما يكفل لهم ذلك.

واختتم العالم الأزهري: نسأل الله تعالى أن يحفظ شبابنا وشباب المسلمين من كل مكروه وسوء، وأن يجنبهم نوازع الشهوات، ومواضع الشبهات، وأن يحفظ عليهم دينهم ودنياهم، وأن يجعل منهم قرة عين لأنفسهم ولأهليهم ولمجتمعهم ولوطنهم ولأمتهم.

تابع مواقعنا