نصف سكان الأرض.. 3.7 مليار شخص يعانون من مشكلات في النفاذ إلى الإنترنت
ناقشت جلسة تعزيز الرقمنة والحكومة الإلكترونية لدى البلدان الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية، خلال المؤتمر المنعقد حاليا بشرم الشيخ، ضرورة العمل الجاد والتحرك الفعال من أجل التصدي للتحديات المتعلقة بـ الرقمنة، وأنظمة الحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي، والاتفاق على منظور إقليمي لمواجهة المشكلات التي تحد من الانطلاق في هذا المجال، وأن يكون هناك دور حكومي للعمل على التوسع في خدمات الرقمنة والتحول الرقمي.
نظام بيئي ناجح لإنشاء وتنفيذ خدمات الحكومة الإلكترونية
ودعا المشاركون إلى ضرورة وجود نظام بيئي ناجح لإنشاء وتنفيذ خدمات الحكومة الإلكترونية، وأن يكون هناك تنسيق وتعاون وشراكة بين القطاعين العام والخاص في إنشاء أنظمة وخدمات حكومية إلكترونية ناجحة، وأن يتواكب ذلك مع مهام ومسئوليات منظمات المجتمع المدني للمشاركة في هذا الصدد، مشددين على أهمية الرقمنة والحكومة الإلكترونية في دعم خطط وبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والفعالة للمواطنين.
وشهدت الجلسة التي عقدت في باكورة لأنشطة تشتمل عليها اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية؛ التي انطلقت اليوم بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، وتستمر حتى السبت المقبل، مناقشات ساخنة حول سبل تعزيز الرقمنة والحكومة الإلكترونية، كعامل تمكين رئيسي للتعافي الشامل من تداعيات جائحة كوفيد 19، وتعزيز التنمية المستدامة.
وكشف عامر بوكفيتش، نائب المدير العام بالبنك الإسلامي للتنمية للممارسات العالمية والشراكات، أن البنك سوف يعمل من خلال خارطة للطريق من أجل تقليل الفجوة الرقمية، وأنه سيتم إطلاق استراتيجية للشمول الرقمي 2025 العام المقبل، والعمل على تشجيع جميع الهيئات والمؤسسات والأطراف للمشاركة فيها، وأن ذلك سوف يتواكب مع العمل الجاد من جانب البنك على إشراك المنظمات كافة وجميع الهيئات الأممية، من أجل تطوير الاقتصاد الرقمي.
البنك الإسلامي استثمر ملياري دولار في مجال تعزيز التكنولوجيا المالية
أشار إلى أن البنك الإسلامي للتنمية؛ استثمر نحو ملياري دولار في مجال تعزيز التكنولوجيا المالية، لافتًا إلى أن جائحة كوفيد 19 أظهرت بجلاء مدى أهمية تطوير وتحديث وتقوية البنية التحتية للاتصالات سواء للشركات أو الأفراد، وأيضًا فيما يتعلق بالتحرك على مستوى الدولة، أو ما يرتبط بالاتصال البسيط أو الاتصال ذي المعني، من خلال التشارك في التقدم أو التحسين المتواصل لنفاذ رقمي وضمان التنمية البشرية.
وتابع بوكفيتش: المدن الذكية ستكون بلا جدال القوة الحقيقية الدافعة للاقتصاد، وأنه مع تزايد وتيرة الاتصالات؛ بات ضروريًا إحداث نقلة ملموسة، لا سيما أنه لدينا فرص لتحسين التنمية المستدامة، والعمل على تيسير وتسهيل نفاذ البشر إلى الإنترنت.
وأضاف: هناك ما يصل إلى 3.7 مليار شخص يمثلون نحو نصف سكان الأرض يعانون من مشكلات ملحوظة في الوصول والنفاذ إلى الإنترنت، وغالبيتهم يقطنون البلدان الأقل نُموًا، والأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية.
ونقل نائب المدير العام بالبنك الإسلامي للتنمية عن الاتحاد الدولي للاتصالات، قوله: العالم بحاجة إلى نحو 428 بليون دولار، لضمان وصول الاتصالات والنفاذ إلى الإنترنت بحلول 2030، وأن الدراسات العديدة أكدت أن تعزيز الرقمنة؛ يُسهم في تقليل ما يقترب من 50% من التداعيات والسلبيات التي خلفتها الجائحة، لافتًا إلى أنه لاتزال لدينا فرص لتحقيق نقلة في هذا الصدد.
من جانبه، أفاد شريف فاروق، رئيس هيئة البريد، بأن مؤسسته التي يرجع إنشاؤها إلى عام 1865؛ اعتمدت في كل أعمال تطويرها على الابتكار باعتباره أحد الدعائم الرئيسية للعمل، وأن البريد المصري تمكّن من تحقيق نقلة في التعامل مع فئات المجتمع والمواطنين كافة، بعد أن كان قاصرًا على فئة بعينها، وأن التحول الرقمي وإنترنت الأشياء مهدا الطريق لخدمات أوسع وأكثر شمولًا، لا سيما أننا كنا نعتمد في كل أعمال التطوير على كيفية قياس ما يتحقق من نتائج إيجابية - إذ لا يمكن التطوير دون القياس.
ولفت فاروق إلى أنه لم يكن بمقدور البريد المصري، أن يقوم بدور ملموس في ظل جائحة كوفيد 19 بغير التحول الرقمي، وتبادل الخبرات وتنمية المهارات، وهي الأمور التي وجدت لها صدى واسعا عبر التوسع في الخدمات البريدية وخدمات القطاع المصرفي، وأيضًا ما يتم تقديمه من خلال القطاع الحكومي.
وشدد على مراعاة الاحتياجات المتصاعدة لفئات محددة من المواطنين كالشباب بآليات، وبرامج تلبي احتياجاتهم مثل تطبيق يلا؛ الذي يحقق احتياجات فئة الشباب الإلكترونية.