عميد إعلام القاهرة الأسبق: الداعية الذي لا يجيد لغة وسائل التواصل الحديثة رسالته بعيدة عن الواقع
عُقد اليوم السبت، المحاضرة الثالثة، من محاضرات الدورة التدريبية المشتركة لأئمة وواعظات بوركينا فاسو، بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، وحاضر الدكتور سامي عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، تحت عنوان: وسائل التواصل الاجتماعي وتجديد الخطاب الديني، في إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المتطرف.
صناعة الدعاة للرأي العام
وأكد الدكتور سامي عبدالعزيز أن الخطاب الإعلامي له تأثير بالغ في الرأي العام، مضيفًا أن الرأي العام يسهل قياسه ويمكن رصده بسهولة، مشددًا على ضرورة إجادة لغة التعامل مع الإعلام الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تتعرف على خصائص وأفكار المخاطبين، لأن الداعية الذي لا يجيد لغة التعامل مع وسائل التواصل الحديثة خطابه ورسالته بعيدة عن أرض الواقع.
وبيّن أن الداعية عليه أن يتقن مهارات العرض لما لهذا الفن من أثر طيب في نفوس المتلقين، فأعظم المتحدثين ليس بالضرورة أن يكون من الموهوبين، بل للتدريب أثر مهم في صناعة شخصية الداعية، فمهارة الاتصال مهارة صعبة وتحتاج لتنمية خاصة في زمن الاختزال والاختصار، وأن من الخطورة بمكان عدم الإعداد الجيد أو الاستهانة بعقليات المتلقين، فجميع المستويات العقلية والفكرية لديها قدر كبير من الثقافة تستطيع من خلالها إدراك قدرات المتحدث ومستواه العقلي والفكري، مؤكدًا أن طريقة عرض المعلومة تختلف على حسب ثقافة المتلقي، وأن الحوار الجيد يعتمد على طريقة عرض الأفكار، موضحًا أن المجتمع المستهدف لا تحركه المعلومات بقدر ما يؤثر فيه كيفية اختيار المعلومة وتحديد الطريقة المناسبة لعرضها.
عميد إعلام القاهرة الأسبق: الدعاة من صناع الرأي العام
ونوه إلى أن الدعاة من صناع الرأي العام والمزاج العام، وهم يمثلون دفعة إيجابية لتوجيه الشعوب نحو التفاؤل، موضحًا أن الشعوب التي تعاني من قلق نفسي تواجه خللًا في الأمن القومي، فاستقرار الحالة المزاجية لأي شعب من الشعوب مقياس حقيقي لتحقيق التقدم والازدهار، كما أن الحالة المزاجية تحدد نوعية الحالة الإعلامية التي يتعرض لها المخاطب.