ننشر كلمة المستشار محمد شيرين فهمي قبل الحكم على 22 متهمًا في قضية اللجان النوعية بحلوان | فيديو
قضت الدائرة الأولى بمجمع محاكم طرة أمن الدولة طوارئ، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، بمعاقبة 3 متهمين بالسجن المؤبد لـ3 متهمين، والمشدد 15 سنة لمتهم والمشدد 10 سنوات لـ10متهمين وبراءة 5 آخرين، ومعاقبة 3 متهمين بالسجن 5 سنوات، في قضية اللجان النوعية بحلوان في القضية المعروفة إعلاميًا باللجان النوعية بحلوان.
وألقى المستشار محمد شيرين فهمي كلمة جاء فيها: إن الاغتيال من طباع من فقدوا الرجولة والشجاعة، وسفك الدماء البريئة الطاهرة، مناقب وسمات فاقدي الإيمان وأموات الضمير والوجدان، هؤلاءِ المجرمون تغلغل الشرّ في نفوسِهم، فسَدت ضمائرُهُم، وقلّ حياؤهم، وانعدم الخير في نفوسِهم، يحملون نفسياتٍ غير متزنة، موازينهم مختلة.
وتابع فهمي: إن نفسا فيها بصيص نور من الإيمان بالله ولقائه، مهما كان الإيمان خافتا فيها أو ضئيلا لا تستطيع أن تريق بالظلم الدماء الزكية، وتزهق بالعدوان الأرواح البريئة، إن من أفظع الكبائر وأعظم الجرائم عند الله قتل النفس البريئة بغير حق، لأن الإيمان الحق هو ما بعُد بصاحبه عن الظلم والجور والإفساد والأذى للغير، فكيف بمن يرتكب من الظلم أشده، ومن الفساد أعظمه.
وتساءلت المحكمة قائلة: هل تصور القاتل نفسه يوم القيامة، والمقتول المظلوم متعلق به، والملائكة تسوقه إلى الحساب بين يدي الله، ليلقى جزاءه الحق وقصاصه العادل وقد شمل السواد وجهه.. وملأ الرعب قلبه.. وغضب عليه الرحمن.. وتبرأ منه الشيطان، وقد فقد الشفيع. وتبرأ منه الصديق، ومن يشترك في جريمة القتل، أيضًا يكون مسؤولًا فالقصاص لجميع الشركاء والعذاب واجب لكل الفرقاء، بل لو شارك أحد في جريمة القتل بكلمة أو بعض كلمة فيعتبر في شريعة السماء قاتلًا مجرمًا. وسفاكًا مفسدًا، قال صلى الله عليه وسلم: “لو أن أهل السموات والأرض اشتركوا في دم مؤمن، لأكبهم الله في النار رواه الترمذي وقال أيضًا: من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة، لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله” رواه ابن ماجه.
وجاء فى الكلمة: عقب ثورة 30 يونيو أصدرت قيادات جماعة الإخوان تكليفات لأعضائها بتشكيل لجان للعمليات النوعية في مختلف محافظات الجمهورية للقيام بعمليات عدائية وتخريبية ضد مؤسسات الدولة ورجال القوات المسلحة والشرطة والشخصيات العامة المؤيدة لثورة 30 يونيو، وتم تكليف عبد الرحيم مبروك الصاوي (المتهم الأول) بتولي مسئولية اللجان النوعية بمنطقة حلوان، فكلف بدوره المتوفى عبد الرحمن عادل بتشكيل عدة مجموعات لتنفيذ العمليات العدائية انضم اليها المتهمون عمرو شريف أحمد حسين (الثالث)، وعمر عباس أحمد حسن (الرابع)، وعبد الرحمن محمد أبو طالب (الخامس)، وجاسر محمد إسماعيل (السادس)،وزياد مجدي محمد فهمي (الثامن) وهاني حسني محمد محمود (التاسع)، ومحمد رمضان أحمد سالم (العاشر)، ومصطفي جمال عوض السيد (الحادي عشر)، وفرج رمضان فرج محمد (الثاني عشر)، ويوسف سامي مهدي سالم (الثالث عشر)، وعبد الرحمن إسماعيل إبراهيم (الرابع عشر)،وعبد الرحمن موسي أحمد محمد (الخامس عشر)، وتامر سمير كامل (السادس عشر)، وإسلام عنتر محمد (السابع عشر)،ونفذت هذه المجموعات عمليات عدائية أثناء التجمهرات بالشوارع، وتم القبض على بعض أعضاء هذه المجموعات، وادعوا أنسبب القبض عليه هو المجني عليه وليد أحمد رشدي لتعامله مع الأجهزة الأمنية وإبلاغهم بأسماء أعضائها، فحرض المتهم الأول عبد الرحيم الصاوي المتوفى عبد الرحمن أبو سريع(حركي زيكا) على خطف المجني عليه وليد أحمد رشدي وقتله، وكلف الأخير المتهم الثالث عمرو شريف باستدراج المجني عليه لمنطقة حلوان، فضرب للمجني عليه موعدًا والتقى به في أحد المقاهي وهاتفه زيكا للوقوف على مكانهما فأبلغه بتواجدهما أمام مدرسة صلاح سالم، وبعد نحو خمس دقائق حضر زيكا في سيارة مسرعة يقودها عمر عباس (المتهم الرابع) وتوقفت أمامهما وما أن شاهدهما المجني عليه حاول الفرار في اتجاه قسم شرطة حلوان إلا أن المتوفى(زيكا)، وآخرين ملثمين يحملان بنادق آليه قاموا بالعدو خلف المجني عليه وليد بينما قام سائق السيارة بملاحقتهم وتمكنوا من الإمساك به وتقييد حركته وتهديده بالقتل، ووضعه في السيارة قيادة عمر عباس (المتهم الرابع) حال قيامهم بتكبيل يد وفم المجني عليه ووضع غمامة علي عينه، واتجهوا به جميعا الى شقة بمنطقة عرب غنيم وتم إجباره علي الاعتراف بتعاونه مع الأجهزة الأمنية والإدلاء بمعلومات عن تحركات الجماعة والإخوان، وجرى تصويره فيديو بالهاتف وأرسل المتوفى عبد الرحمن أبو سريع (حركي زيكا) ذلك المقطع المسجل للمتهم عبد الرحيم الصاوي (المتهم الأول) لنشره على المجموعات الإرهابية. وفي اليوم التالي اقتاده عبد الرحمن أبو سريع (المتوفي)، وآخرَين مجهولَين بسيارة قيادة عمر عباس (المتهم الرابع) الي أحد المناطق النائية بطريق الأوتوستراد بدائرة 15 مايو يتقدمهم المتهم الخامس عبد الرحمن محمد أبو طالب بسيارة أخرى لتأمين الطريق وجرى إطلاق الأعيرة النارية عليه.
إنَّ المجني عليه يَشكو إلى ربه غدرَ الغادرينَ وخيانةَ الخائنين.
ما أسهل على المرء المتعطش للدماء، والمنسلخ عن القيم والمبادئ والأعراف والدين والأخلاق الحميدة أن يدعي لنفسه صفة الطهارة والأخلاق، وأنه هو من يمنح الآخرين صكوك الحياة والموت، ويكفر ويؤسلم وفق أهوائه ومزاجه الأهوج كل ذلك لمجرد حقده الدفين وفشله الزريع.
أذكر نفسي وأذكر المتشددين من أبناء دينى بما جاء بكتاب الله سبحانه وتعالى:( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [ النحل: 125 ]
أذكر أيضا أن هناك الكثير ممن يسيئون للإسلام بدعوى أنهم حراس العقيدة والمتحدثين باسمها ويأخذون التشدد منهج لهم ويتناسوا أن ديننا دين وسط ويسر، ويجب أن تكون الدعوة إلى الله بكل حب وحكمة وموعظة حسنه.
أَمَّا أولئكَ النَّفرُ الَّذِينَ كانوا وراء هذا العمل البشع الغادر، فحقيقٌ بنا أنْ نُعْلِنَها صَريحةً مُدوِّيةً في وجهِ كُلِّ واحدٍ منهم بلا تَلجلجٍ ولا مواربةٍ...إِنَّكَم يا غُدَرُ لواقفونَ في يومٍ عظيمٍ مُفزعٍ مَهيبٍ أمامَ محكمةِ العدلِ الإلهيةِ، الحَاكمُ فيها: (ربُّ العالمينَ)، القائلُ في كتابهِ المبين: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}