حفل ميلاده تحول لكابوس.. أسرة الطفل المتوفي داخل حضانة بالإسكندرية: فرحتنا اتكسرت
جرح كبير لم تلتئم آثاره بعد، بل بلغت ذروتها بمجئ يوم أمس الموافق 7 يونيو، الذي كانت تُعقد آمال أسرة كاملة فيه بالاحتفال بحفيدها في عيد ميلاده الأول، ويتشارك الوالدان في تنظيم حفل كبير يضم عددا من أفراد العائلة ومحبيهم للاحتفال بأول فرحتهم وابنهم الصغير الذي سوف يتم عامه الأول في هذه الحياة، ومع هذا التنظيم قررت الأم إيداع طفلها في روضة أطفال، حتى تستطيع العودة لعملها، فاختارت واحدة تبعد خطوات عن محل عملها، حتى تستطيع القدوم إليه أكثر من مرة خلال تواجده فيها.
عيد ميلاده الأول 7 يونيو
ومع هذا الاقتراح الذي جعلها تطمئن بأنها سوف تتابع ابنها الرضيع أثناء وجوده في الحضانة وهو على بعد خطوات منها، وفي ثاني أيام دخوله فيها، ذهبت الأم لتستلمه لتجد نفسها أمام جثة هامدة لا أنفاس فيها ولا روح، فتحولت فرحتها به إلى صرخات عليه، وبدأت رحلة قاسية من هذه اللحظة لجميع أفراد الأسرة في معرفة ملابسات ما تعرض له هذا الصغير حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة في هذا المكان.
انهيار الوالدين
حالة كبيرة من الحزن يعيشها جميع أفراد الأسرة على فقدان طفلهم «ريان»، وحالة من الانهيار تعرض لها والديه، حتى أن والده يرفض حتى الآن استقبال أي عبارات عزاء، أما والدته فقد فقدت السيطرة على الحديث مع المحيطين بها، وأفراد الأسرة لقيتهم برغم ما أصابهم من وجع إلا أنها أمام جريمة إهمال متكاملة الأركان أودت بحياة طفلهم، وهو ما جعلهم يتصدرون المشهد في كشف كواليس الأمر والثبات على رد حقه قانونيا
الحضانة لا إشراف عليها
عبد الرحمن أحمد فؤاد؛ خال الطفل الذي توفى داخل روضة أطفال «حضانة» بمنطقة السيوف شماعة شرق الإسكندرية، قال أن الأسرة اكتشفت أن الحضانة غير مرخصة من وزارة التضامن الاجتماعي. بعد وقوع الحادث، مؤكدا أن ما كان يردده مسؤولي الحضانة لجميع الأمهات قبل دخول أبنائهم فيها أهل حاصلة على كافة تصاريح المزاولة.
لا تتبع وزارة التضامن الاجتماعي
وأضاف الخال في تصريح لـ«القاهرة 24»، أن عدد من أولياء أمور الحادث فوجئوا أيضا بعد حادث وفاة ابن شقيقته، بأن الحضانة لا تتبع وزارة التضامن الاجتماعي، لافتا إلى أن هذا يؤكد عدم وجود جهة رقابية عليها، متسائلا: «ازاي حضانة زي دي وغيرها بتعمل إعلانات وتستقبل أطفال وتمارس دورها طبيعي وهي مش مرخصة من التضامن؟، ودلوقتي مين المسؤول عن وفاة ابننا؟».
وكان «القاهرة 24» قد تواصل عقب الحادث من الدكتورة ماجدة جلاله وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالإسكندرية، والتي أكدت أن الحضانة لا تتبع وزارة التضامن الاجتماعي ولا لها سلطة الإشراف عليها، حيث أنها حصلت على ترخيصها من الغرفة التجارية وتتبع مؤسسة تابعها لها تسمي تنمية المهارات.
بلاغ ضد مسؤولي الحضانة
وكان والد الطفل «ريان»، قد.تقدم ببلاغ رقم 221 لسنة 2022، يتهم فيه إدارة الحضانة بالتسبب في وفاة ابنه، حيث أن تقرير المستشفي أوضح وجود حالة اختناق تعرض لها الطفل، وكذلك كسر في القصبة الهوائية، وهو ما أكدته كاميرات المراقبة التي تم التحفظ عليها من داخل الحضانة.
قالوا نايم وهو ميت
وكشفت خال الطفل، أن شقيقته «رنا»، أدخلت ابنها «ريان» للحضانة قبل يوم واحد من الحادث، ويوم الحادث ذهبت لاستلامه، فسلمته لها المشرفة وقالت إنه نائم، وعندما نظرت الأم لوجهه لاحظت وجود علامات زرقاء على وجهه، وكذلك آثار كدمات حول الرقبة، فضلا عن عدم وجود نفس، فصرخت أن ابنها توفي، فقالت لها المشرفة أنه نائم ولا يعاني من شئ.
واستطرد الخال أن شقيقته على الفور توجهت للمستشفي، فأخبروها أن الطفل بالفعل توفي منذ 3 ساعات، فحررت الأسرة محضرا رقم 221 لسنة 2022 بقسم شرطة المنتزة أول، وتم استدعاء النيابة التي تحفظت على كاميرات المراقبة.
وكشف خال الطفل، أن مسؤولي الحضانة حاولوا مسح محتويات كاميرات المراقبة، لولا أن أحد أفراد الأسرة تحفظ عليها حتى حضرت قوات الأمن، مؤكدا أن الكاميرات أكدت وقوع الإهمال، اكتشاف مشرفة الحضانة وفاة، ما جعلها تفر من مكان الواقعة قبل حضور الأم، وسلم الطفل لوالدته مشرفة أخرى.
الرواية التي قالتها الأسرة وما زالت قيد التحقيقات، هي أن الطفل تعرض لكسر في القصبة الهوائية د، وأيضا للاختناق جراء تركه وحده وإلتفاف حبل حول رقبته يرجح أنه ماسك «التتينة»، وهو ما كشفته كاميرات المراقبة في الحضانة بحسب أقول الأسرة.
وأشار خال الطفل الرضيع، أن مسؤولي الحضانة حاولوا التواصل مع أفراد الأسرة أكثر من مرة من خلال وسطاء، من أجل مساومتهم للتنازل عن حق الطفل، وهو ما رفضوه بشكل قاطع.
وأكد «عبد الرحمن»، أن ابن شقيقته خلال أيام سوف يكمل عامه الأول، وأنه توفى نتيجة إهمال في حضانة استودعوه فيها مطمئنين، إلا أن الإهمال الذي تعرض له الطفل تسبب في وفاته بصورة غير آدمية، مؤكدا أنه لن يكن يعاني من أي أمراض قبل الحادث.