اتضرب واتكهرب.. مفاجأة في وفاة طفل داخل مصنع رنجة بالشرقية |صور وفيديو
استغاثة.. كلمة قد تُصادف وصف لسان حال من يمر بأزمة ويطلب العون، من لا يجد من يُعينه، لكن ما وصل إلى القاهرة 24 كان بمثابة آخر ما تبقى من أملٍ لصاحبه، حين بعث أب برسالة مُقتضبة مفادها أن هناك جريمة قتل لم يتحدث عنها أحد، وحين التقيناه كشفَّ النقاب عن تفاصيل تسير جميعها في ركب استغلال القوة والنفوذ من جانب أصحاب السطوة والمال؛ فالرجل أشار بأصابع الاتهام صراحة إلى صاحب أحد مصانع إنتاج الرنجة في قرية منشأة راغب التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة الحسينية بمحافظة الشرقية بالتحريض على قتل نجله، بل وإخفاء معالم الجريمة التي وقعت داخل المصنع، وفيما بعد أخذ في تهديد وترويع شاهد العيان على الواقعة، وبين هذا وذاك أذاع -على حد وصف الأب- أن والد الطفل المتوفى داخل المصنع قد طلب ملايين من الجنيهات ثمنًا لحياة نجله.
وتوفى الطفل محمد عبدالسلام عبدالقادر، البالغ من العمر 15 عامًا، يوم 9 أبريل الماضي؛ بعدما تعرض للاعتداء بالضرب ودفعه نجل شقيق صاحب المصنع ناحية موتور كهرباء ليفارق الحياة مضروبًا وتسري الكهرباء في جسده، قبل أن يُضيف والد الطفل، خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن نجله قد كانت في جثته آثار اعتداء وخدوش وصفها تقرير المعاينة الأولي لجهات التحقيق في مركز شرطة الحسينية بأنه بمناظرة جثمان المتوفى إلى رحمة مولاه تبين وجود غرغرة في الفم وإحمرار من أسفل الرقبة حتى أول الصدر وإحمرار بالظهر كاملًا وخدوش بالساعد الأيسر.
والد الطفل أكد لـ القاهرة 24، على أن زوجته (والدة الطفل) قد تعرضت لأزمة صحية نُقلت على إثرها إلى العناية المركزة لنحو عشرة أيام، وأثناء ذلك تلقى محادثات من وسطاء لأجل الجلوس مع صاحب المصنع، قبل أن يتبدل الحال تمامًا حين تعافت زوجته وطلب من الوسطاء أن يرى مقطع الفيديو وتفريغ الكاميرات وقت وفاة نجله، ليفاجئ بأن عليه أن يوقع إيصال أمانة لـ صاحب المصنع (على بياض) لأجل رؤية فيديو الواقعة، وحين رفض واستفسر أكثر فوجئ بالشائعات تنتشر حول مطالبته بالحصول على ملايين الجنيهات ثمنًا لحياة نجله، قبل أن تتأكد ظنونه حين أتى له فارس، زميل نجله، وأخبره بحقيقة ما جرى.
شاهد عيان يفجر مفاجأة في وفاة طفل داخل مصنع رنجة في الحسينية
فارس قال لـ القاهرة 24، إن نجل شقيق صاحب المصنع اعتدى بالضرب على المتوفى ودفعه ليلامس موتور كهرباء معروف بوجود ماس فيه فتوفى في الحال، وفور ذلك فوجئ بجميع من في المصنع ينقلون المتوفى بعيدًا عن مكان الواقعة ويزعمون وفاته جراء صعق كهربائي، وبعدها أزالوا آثار ما جرى وأزالوا الموتور من الأساس وعطلوا الكاميرات الموجودة في المكان، وحين انتبه لهم أخبره صاحب المصنع صراحةً: لو اتكلمت بحاجة هتحصله.
وأوضح فارس، أنه قد تعرض للتهديد والوعيد تارة، ولمحاولة استمالته بالمال تارةً أخرى: بعد ما هددوني بكام يوم لقيتهم طالبين مني أروح معاهم الشهر العقاري علشان يسجلوا شهادتي بعكس اللي حصل قصاد إني آخد 20 ألف جنيه، ولما رفضت عرضوا عليا 50 ألف جنيه، بعدها رفضت تاني وجريت على والد محمد وقولت له على اللي حصل كله.
يلتقط والد الطفل أطراف الحديث من جديد ليختتم حديثه بأن الواقعة لا تزل قيد التحقيق في القضية رقم 2209 إداري مركز شرطة الحسينية لسنة 2022، وأنه لم يكُن يعلم بأن نجله يعمل ذلك اليوم في مصنع الرنجة، وجاءه النبأ فجأة في نهار رمضان بوفاته، قبل أن يؤكد على أنه مواطن لا يملك المال أو الجاه الذي يضمن له الوقوف في وجه جبروت المتهمين، -على حد قوله- لكنه يلوذ بالقانون وأهله لأجل نصرته والقصاص لحياة نجله.
