أشرف من الحق
الناشطة والحقوقية الأمريكية "إيما سولكوفيتش" وقت ما كانت بتدرس في جامعة كولومبيا في نيويورك في سنة 2014 اتعرضت لحادثة بشعة وقاسية جدًا.. للأسف اتعرضت "إيما" للإغتصاب من زميل ليها في الجامعة كان تحت تأثير الكحول واتسلل لمكان سكن الطالبات واستغل إن "إيما" كانت لوحدها في غرفتها في الدور بتاعها لإن معظم البنات كانوا في أجازة وعمل جريمته وخرج!.. "إيما" بعد ما فاقت من الصدمة اللي مش هتتنسي من ذاكرتها طلعت جرى على إدارة الجامعة عشان تبلغ عن الطالب اللي كانت حفظت شكله كويس وتطالب بتفريغ كاميرات المراقبة والقبض عليه.. الطبيعي في الأمور اللي زى دي إن الإجراءات مش بتاخد وقت خصوصًا إننا بنتكلم عن أمريكا بلد الحريات والحقوق زى ما بيتقال.. بس للأسف ماكنش فيه رد فعل من الجامعة!.. نهائي!.. مماطلة غريبة وتعنت ورفض لشكوى "إيما" لدرجة وصلت البنت لليأس وفكرت في الانتحار بسبب كده!.. اللي هو حماية الولد المجرم ده لصالح مين!، وإزاى الجامعة بتدافع عن شخص بالحقارة دي!.. العجيب في الموضوع إن الطناش بتاع الإدارة كان مش منطقي وخلّى أى حد متابع للقضية يتأكد بنسبة مليون % إن فيه "إن" في القصة.. لكن الموضوع وما فيه إن إدارة الجامعة كانت مقبلة على انتخابات داخلية ومش عايزين شوشرة ولا وجع دماغ في حين إنهم لو كانوا أخدوا صف البنت كان ده هيعمل لهم رصيد عن أساتذة الجامعة وباقي الطلبة على أساس إنهم بيدافعوا عن حقوق الطلبة بتوعهم.. لكن هما اختاروا الخيار الأول.. ودن من طيب والتانية من عجين!.. كان قدام "إيما" خيار من إتنين.. يا إما تعمل زى ما أهلها وباقي أصدقائها نصحوها إنها تطنش خلاص وترمي ورا ضهرها واللي حصل حصل وربنا يسامحه بقى على الأقل عشان محدش يستعندك في الجامعة ويسقطوكي أو حتى يقتلوكي يا إما تفضل تدافع عن حقها بكل اللي في إيديها.. "إيما" اختارت الخيار التاني بس بطريقة مختلفة وجريئة.. جابت المرتبة بتاعت السرير بتاعها واللي حصلت عليها الجريمة البشعة وبقت تمشي بيها في الرايحة والجاية طول السنتين اللي باقيين ليها في الجامعة!.. بنت جسمها مش قوي ماشية ليل نهار سواء رايحة تحضر محاضرات أو داخلة الكافتيريا أو بتمتحن أو حتى بتتمشى مع أصحابها بره الجامعة خالص شايلة على كتفها مرتبة ممكن وزنها يكون قدها أساسًا!.. والسبب؟.. رسالة اعتراض واحتجاج صامت منها ولفت للنظر.. نجحت الخطة وبدأت الصحافة تاخد بالها شوية بشوية وتسلط الضوء على القضية وارتفعت وتيرة التغطية الصحفية أكتر في يوم حفلة التخرج اللي صممت "إيما" تروحها برضه وهي شايلة المرتبة لحد ما بيصدر قرار حكومي من الشرطة بالتحقيق في الواقعة وكشف أسرار ها وبيتعرف تفاصيل اللي حصل بالكامل وبيتقبض على الطالب وبتتحاسب إدارة الجامعة كلها بسبب التعتيم المتعمد اللي عملوه على القضية!.. والسبب؟.. تصميم بنت إنها تاخد حقها رغم كل ضغوط الناس إنها تطنش وتسكت!.
في شهر مايو 2021 فيه فيديو انتشر لسائح أجنبي بيتحرش لفظيا ببنت مصرية معظمكم ممكن تكونوا فاكرينه.. اللي حصل إن فيه سائح من دولة من دول أمريكا اللاتينية كان بيزور مصر وتحديدًا خان الخليلي وأثناء وجوده في أحد المحلات اللي بتبيع أنتيكات وتحف فتح كاميرا الموبايل اللي معاه وبأ يتكلم مع البنت المصرية اللي واقفة تبيع!.. البنت اللي ملامحها شبه ملامح معظم ستات البلد الجدعان الشقيانين كانت بتتكلم معاه بـ ود وسماحة وبتفرجه على البضاعة اللي عندها في المحل بـ صبر.. السائح استغل إن البنت مش فاهمة اللغة بتاعته ومش بتعرف تتكلم لغات وبدأ يقول كلمات وجمل بايحاءات جنسية ويضحك!.. الطبيعي إن ردود أفعال البنت كانت تبقى متلخبطة وتضحك على ضحكه لإنها مش فاهمة وفاكراه بيقول كلام عادي.. خرج السائح من المحل ورجع على الفندق اللي نازل فيه ونشر الفيديو على إنستجرام ومعاه إيموجي بيضحك وبيتريق على غباء البنت -(على حد وصفه)-.. مافاتش أكتر من ساعة إلا وكان فيه ناس مصريين فاهمين لغة بلد الراجل فهموا اللي بيقولوا وانتشر الفيديو بين المصريين اللي انتقدوا اللي هو عمله.. البنت عرفت والفيديو وصل لها.. تسكت؟.. لأ.. فورًا وبدون تأخير راحت على قسم الشرطة عشان تعمل بلاغ ضده!.. حد غيرها كان ممكن يقول خلاص اللي حصل حصل ومش مهم أهو قال شوية كلام وربنا يسامحه ومش هجيب لنفسي الأذية وكده كده تلاقي محدش هيحاسبه لإنه مواطن أجنبي!.. لكن لأ.. صممت تروح تبلغ الشرطة عنه وعملت كده فعلًا.. العظيم إن في نفس توقيت بلاغ البنت كانت الشرطة أصلًا اتحركت عشان تجيب السائح ده وتقبض عليه واتحول للنيابة واتعاقب بسبب اللي عمله ولا حد قال إنه خواجة سيبوه ولا دياوله.. لأ.. ليه؟.. عشان فيه بنت دافعت عن حقها وقررت تجيبه ورفضت الإهانة، ولما هي عملت كده لقت إن فيه قانون بيحفظ كرامتها.
محدش هيدور على حقك زيك.. في رحلة البحث عن الحقوق هتقابل صعوبات.. فيه اللي هيتجاوزها لإنه شايف إن فيه هدف أبعد وأهم يستحق المعافرة والتكملة، وفيه اللي هيستسلم لها وهيطنش ويعوم مع التيار وينتظر حد يجيب له حقه وده اللي غالبًا مش بيحصل ولا هيحصل.. مفيش معركة في سبيل الحق بتنتهي بخسارة.. الحق دايمًا صوته عالي، ومش هييجي لحد مش عايزه ولا بيجري عليه.. الفقيه "أحمد بن عطاء السكندري" قال: (لا شيء أشرف من الحق وطلبه).