المفتي: الإرهابيون استعلوا ويعتقدون أنهم شعب الله المختار واستحلوا دماءنا
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الإرهابيين استعلوا علينا وكأنهم شعب الله المختار وأخرجونا من الدين واستحلوا دمائنا.
المفتي: النص الشريف يعمل على حماية النفس
وأضاف علام خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج نظرة، المذاع على قناة صدى البلد، أن النص الشريف في القرآن الكريم يعمل على حماية النفس الإنسانية وحريص عليها بكل أبعادها داخليًا وخارجيًا في أعمال القلوب والجوارح، ويريد من هذا الإنسان الذي يتحرك في هذا الكون أن يكون سويًا، موضحًا أن قضية بناء الإنسان قضية ركيزية في النص الشرعي، وفي مسلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن المجموعات الإرهابية لا تحمي النفس الإنسانية وإنما تستبيح دمائها.
وأشار إلى أن دار الإفتاء، تتبعت في كتابها -التأسلم السياسي- قضية هذه المجموعات المتطرفة وأفكارها، وانتهينا إلى أن هذه المجموعات استغلَّت الدين من أجل تحقيق أجندتها تحت غطاء ديني، ووجدنا أنها فشلت على مرِّ التاريخ وفي كل زمان ومكان، ولم نجد نجاحًا للتأسلم السياسي، لافتًا إلى أن جماعات التطرف استعلَوا علينا وكأنهم شعب الله المختار وأخرجونا من الدين واستحلُّوا دماءنا وأموالنا بدعوى غياب الشريعة، واستصحبوا نصوصًا وفتاوى من كتب التراث كانت قد صدرت في أزمان معينة، وفي سياقات محددة لا يجب أن نستدعيها إلى المستقبل.
واصل: تتبعنا أفكار الجماعات الإرهابية من داعش والقاعدة والنصرة وبوكو حرام وغيرهم، ووجدنا أنَّ كل المجموعات والجماعات الإرهابية المعاصرة وَفقًا لكلِّ الدراسات والأبحاث تعود في أصولها إلى جماعة الإخوان.
المفتي: ينبغي أن نقف أمام التراث موقف الاحترام
وأوضح أنَّنا لا نراجع النصوص الشرعية، ولكن نعيد فهمها مجددًا وَفقًا لمستجدات العصر والأحوال، وينبغي أن نقف أمام التراث موقف الاحترام لهذه الفهوم التي فهمت النصوص وَفق ظروفهم وأحوالهم، ثم نقف موقفًا آخر لإدراك هذه النصوص وَفق مقتضيات عصرنا، وللأسف، فإن الجماعات الإرهابية تعاملت مع التراث على أنه مسلَّمات لا يمكن تغييرها بغضِّ النظر عن السياق الذي جاء فيه.
وأكَّد المفتي أنَّ القانون المصري هو وسيلة لتطبيق الشريعة الإسلامية؛ لأنه لا يمكن وضع النص الشرعي موضع التطبيق إلا بهذا التقنين في ظل الدولة الحديثة، وحتى تنضبط الأمور لا بدَّ من وجود نص قانون ملزم للجميع، موضحًا أن ما يُقَرَّ من أحكام غير واردة في النص الشرعي هو نتيجة لعدم توافر الشروط، وليس استبدالًا للعقوبات المنصوص عليها في النصوص الشرعية.
ولفت إلى أن الفتوى هي عنصر أمان وعنصر دمار في نفس الوقت، فالمجتمع لا يستقر إلا بالفتاوى الرشيدة، مؤكدًا: فهمنا دَور الفتوى الحقيقي وأيقنَّا أن الفتوى يجب أن تَبني المجتمع ولا تهدمه.
