الجمعة 08 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وثائق عشرينيات القرن الماضي.. رئيس الوزراء يعرض الدستور على الملك

خطاب من رئيس الوزراء
ثقافة
خطاب من رئيس الوزراء إلى الملك يعرض عليه الدستور
السبت 11/يونيو/2022 - 12:35 م

تتواصل فعاليات قطاعات وزارة الثقافة  للاحتفال بعشرينيات القرن العشرين، باعتبار هذه الفترة كانت شاهدة على نهضة مصر في جميع المجالات، وفي هذا الصدد ننشر وثيقة مودعة بدار الكتب والوثائق القومية عبارة عن نصر خطاب مرسل من رئيس مجلس الوزراء إلى الملك فؤاد يعرض عليه دستور عام 1923 بعد الانتهاء من كتابته.

نص خطاب رئيس الوزراء إلى الملك

وجاء في الخطاب

خطاب حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء بعرض الدستور على أعتاب جلالة الملك

مولاي صاحب الجلالة..

إن ما فطرتم عليه من حب لخير لبلادكم وإسعاد أمتكم جعل نهوض شعبكم الذي تعهدتموه على الدوام بالتشجيع والتأكيد من أكبر أمانيكم فنال بذلك في عهدك السعيد حظًا وافرًا من التقدم والارتقاء وقد أردتم حفظكم الله أن تتوجوا أعمالكم الجليلة بأثر عظيم يسجله لك التاريخ ويبقى ذكره خالدا على مر العصور والأجيال فأصدرت حكومتكم أمرا كريما في أول مارس سنة 1922 بإعداد مشروع لوضع نظام دستوری يحقق التعاون بين الأمة والحكومة في إدارة شؤون البلاد فصدعت بالأمر وتعهدت بوضع مشروع مطابق لمبادئ القانون العام الحديث ومقرر لمبدأ المسئولية الوزارية ورأت أن تستعين في القيام بهذه المهمة الخطيرة بآراء هيئة يكون أعضاؤها من ذوي الخبرة والصفة النيابية فشكلت لجنة منهم عهدت إليها في وضع مشروع للدستور تتحقق به المبادئ المذكورة على الوجه المتقدم وقد قامت تلك اللجنة بما عهد اليها بعزيمة صادقة وهمة كبرى تستحق عليهما الشكر والثناء ورفعت مشروعها إلى الحكومة.

ولما كان نظام التشريع المعمول به في البلاد في معرض مثل هذا المشروع على اللجنة الاستشارية التشريعية قدمته الحكومة إلى تلك اللجنة الفحصه فعنيت أكبر عناية بدرسه وتمحیصه وأدخلت عليه تعديلات خاصة بالشكل القانوني واقترحت بعض نصوص تقرير حقوق فات وضعها وكان من المتعين أن يشملها الدستور.

وقبل أن تتمكن الوزارة التي قدم إليها المشروع من إتمام درسه استقالت وخلفتها وزارة أخرى لم تتمكن بعد درسه من رفعه لعتبات مولای.

ولما شرفتمونى جلالتكم بأن عهدتم إليَّ في تأليف الوزارة الحالية كان من أهم ما عنيت به وزملائي درس هذا المشروع، وما أدخل عليه من التعديلات في الأدوار التي مر بها وجعلنا نصب أعيننا أن يكون الدستور محققا لرغبات الأمة وأمانيها الحقة ومطابقا لأحدث الأنظمة الدستورية وأن تراعى في أحكامه تقاليد البلاد وعاداتها القومية.

وقد انتهينا من درسه وفحصه فجاء بحمد الله محققا للغرض الذي توخيناه وقد وضع النصان الخاصان بالسودان بالصورة التي وردت بالدستور بناء على ما أبداه فخامة المندوب السامي من التأكيد التام بأن حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى ليس من قصدها مطلقا أن تنازع في حقوق مصر في السودان ولا في حقوقها في مياه النيل.

وإني وزملائي لنغتبط بأن قدر لنا إتمام هذا العمل الجليل على أيدينا فأتشرف برفع المشروع لعتبات مولاي حتی إذا صادف قبولا حسنًا تفضل بتتويجه بأمره الكريم.

وإنا نبتهل إلی الله جلت قدرته أن  يحفظكم ذخرا للبلاد وأن يجعل الحريات في ظلكم مصونة والحقوق في جوارکم مقدسة وأن يجعل هذا الدستور عهدا سعيدا حافلا بالخير والبركات وأن يوفق الأمة في حياتها الدستورية الجديدة إلى سلوك سبيل الحكمة والرشاد،

واني لجلالتكم العبد الخاضع المطيع والخادم اتخلص الأمين 

 القاهرة في رمضان سنة  1341،  19 أبريل سنة1923

وجاء الوثيقة ممهورة بتوقيع يحيى إبراهيم رئيس الوزراء آنذاك.

خطاب من رئيس الوزراء إلى الملك يعرض عليه الدستور
تابع مواقعنا