كشف عن جبانة لدفن الموتى بوضع الجنين.. من هم عالم الآثار المصرية بتري؟
حضر وليام فليندرز بتري عالم المصريات والآثار الإنجليزي، إلى مصر للمرة الأولى وهو في السابعة والعشرين من عمره، ولقد ألهمته نظريات بيازي سميت التي بناها على قياسات الأهرامات؛ فأصر على برهنة صحتها بقياسات أدق، ومع ذلك فإن نتائجه قادته إلى عكس المتوقع؛ فكانت تلك الصدمة بداية نجاح بتري كعالم آثار.
وحقق من خلال كتاب بحوثه سمعة مكنته من إقناع جمعية الاستكشافات لمصر؛ بتمويل حفائره وبذلك عاد إلى مصر في عام 1883؛ وبعد عشر سنوات من التنقيب في أماكن مختلفة، وقرر بتري أن يركز على المرحلة الأولى من التاريخ المصري، وكان مصرًا على أن يثبت بأن الشعب الذي قدم الدافع إلى تطور الحضارة المصرية، إنما جاء أصلًا من بلاد بونت (الصومال حاليًا).
وفى عام 1893 بدأ البحث عن أقل الشواهد لأصول ذلك الشعب قرب نقادة المواجهة لقفط على الضفة الغربية لنهر النيل، ولم تثبت فرضية بتري في شأن شعب بونت، لكنه اكتشف جبانة ضخمة دفن فيها الموتى بوضع الجنين (القرفصاء) وبدون تحنيط؛ وهو ما لم يره في مصر من قبل.
وتركزت الحفائر في زمن بتري على جمع أكبر عدد من القطع للمتاحف ودون أي اعتبار لصيانة المواقع أو تسجيل البيانات، ومع ذلك فإن بتري كان مقتنعًا منذ بداية عمله بأهمية كافة التفاصيل في محاولة فهم الحياة بمصر القديمة، وكان إجراؤه للحفائر بعناية فائقة وتصنيف القطع أمرًا جديدًا في علوم المصريات.