يونيو وحلم أم الشهيد
كانت فترة حكم الإخوان سيئة جدا، لدرجة جعلتني ألوم نفسى على مشاركتي في ثورة يناير، وأنها كانت سببا في وصولهم الى الحكم.
وقتها كتبت مقال حلم أم شهيد، وأنا اتألم على ما وصلنا اليه من سوء الأوضاع، وقد سردت على لسان والدة الشهيد حلم شباب مصر في جمهوريتنا الجديدة، حيث يتصدر فيها الشباب مواقع المسئولية، وأن الثورة نجحت في صنع التغيير المأمول الذى قدمنا في الغالي والنفيس من شهداء ودماء.
لم أتخيل أبدا بعد إزاحة هؤلاء الجهلاء عن سدنة المسئولية أن يتحقق ما فاق أحلامنا وخصوصا ما سردته أم الشهيد لابنها، وأنه جاء الوقت ليرتاح في مرقده فقد نجح رفاقه في تحقيق الحلم الذى خرجوا من أجله عيش، حرية، كرامة إنسانية.
وما أريده الآن وقبل بدأ جلسات الحوار الوطني، أن يعي المتحاورون كيف كنا ؟ وكيف أصبحنا ؟ وما تم تقديمه من دماء وشهداء وخصوصا من أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة في مواجهة الإرهاب البغيض الذى فرضه علينا تلك الجماعة المارقة.
كذلك وضع مصر إفريقيا وعربيا ودوليا، والوضع الاقتصادي المتردي جراء الاعتصامات والفوضى والشائعات وعدم توافر الأمن والاستقرار، وتوقف عجلة الإنتاج بشكل شبة كامل.
عليهم أن يضعوا صورة الوضع الحقيقي لتلك المرحلة في إطارها الحقيقي بكل ما فيها من خلل وعطب، وما وصلنا إليه الآن من أمن واستقرار وتقدم.
كذلك وضع صورة لتأثر العالم بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وتأثيرها ليس على مصر فقط بل على العالم أجمع.
لقد دعا الرئيس الجميع للحوار الوطني، وهو أمر محمود أن نجلس جميعا لنتناقش ونتفق ونختلف لكن في النهاية نخرج من هذا الحوار بروشتة لعلاج نواحي القصور والتقصير حتى نخطو للأمام.
نحن لا نتحاور لنلقى باللوم على إخفاق حدث، أو نلقى باللوم على من يتحمل مسئولية أي إخفاق أو تقصير، فما حدث أصبح من الماضي نستفيد منة للتقدم نحو المستقبل.
الجميع يحمل على عاتقة مسئولية وطن يعيش على أرضه وينعم تحت سمائه، فأولويتنا الأهم هو مستقبل وطننا‘ جئنا لنصيغ حلم مشروع لوطن يعيش فينا.
هناك من يقول ان الأولوية للتعليم وآخر سيقول الصحة واخر البنية التحتية كل هذا شيء طيب.
كلنا نريد مصر أفضل بلد في الدنيا، ناهضة في التعليم والصحة والاقتصاد ومستوى معيشة المواطن وأن يحيا حياة كريمة يتمتع برعاية وطنة ويسعد بالحياة فيها.
حتى يتحقق هذا يجب أن ننحى كل خلافاتنا جانبا، ونتخيل أننا في معركة، ندخلها بخطط سليمة مدروسة، يدا واحدة وقلب واحد، لا انتهازية ولا تعصب ولا متاجرة وأنا أعي ما أقول لا انتهازية ولا متاجرة ولا تعصب الوطن أولا وأخيرا.
ويطيب في ولكل مصري مخلص ونحن في أيام مجيدة وقرب احتفالنا بثورة يونيو، التي كانت إعجازا وإنجازا بكل المقاييس، ومنها نؤكد أن الشعب إذا أراد نفذ وصنع بإرادته مصير وطنة، وأننا عازمون على استكمال البناء في جمهوريتنا الجديدة.
فلا يكفى المقال لسرد جزء يسير مما تم خلال ثماني سنوات من انجاز ما كان ليتم في مائة عام سابقة.
هناك مدن ذكية جديدة وجارى تنمية الريف المصري من خلال حياة كريمة ومشاريع قومية عملاقة في كل النواحي من كهرباء وزراعة وصناعة وصحة وثقافة وتجارة واستثمارات في كل ربوع مصر.
فقد تم القضاء على العشوائيات والأماكن الخطرة وفي الصحة وما تم فيها من تطوير للمستشفيات وبداية تحقيق حلم التأمين الصحي الشامل والقضاء على فيروس سي وغيرها.
بكل صراحة كل شبر في مصر أصابه التغير، وللإنصاف غالبية مواطنينا أدركوا ذلك التغيير وتعايشوا معه.
عشت كثيرا أتمنى ان يتم طرق باب الريف المصري، وفى مقال الشهيد الحى في 2012 كانت أمنية ورسالة أرسلت للمسئولين طبطبوا على الفلاح الذى يعيش في حالة من الرضا برغم الإهمال الجسيم وعدم وجود أي نوع من الخدمات التي تقدم لهم.
اليوم طبطب الرئيس السيسي علي 70 مليون مصري عندما أطلق مبادرة حياة كريمة، وانأ اعتبرها كإنجاز العبور أن ينعم أهلي بكل الخدمات التي تقدم لهم الآن ومازالت تجرى على قدم وساق.
أخير أشكر سيادة الرئيس من كل قلبي على أن طبطب على أم الشهيد وحقق كل أحلامها وأحلامنا ليهدأ وليدها في مرقده.
والشكر موصول من 70 مليون مصري لما تحققه لهم حياة كريمة فى قرى مصر كلها.
وختاما نطمح فى المزيد وأتمنى ـن يعي المتحاورون أن مصر لن تتقدم بالخلاف إنما بالحوار البناء من أجل البناء.