شيرين أبو عاقلة ليست الأخيرة.. مرصد الأزهر يبرز أسباب استهداف الكيانات والتنظيمات المتطرفة للصحفيين
كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقرير جديد له، أسباب استهداف الكيانات والتنظيمات المتطرفة الصحفيين، مشيرًا إلى أن مشاهد استهداف الكيانات والتنظيمات المتطرفة على اختلاف أيديولوجياتها، للمراسلين والأطقم الصحفية حول العالم، قد تكررت في الفترة الأخيرة.
اغتيال شيرين أبو عاقلة
وقال مرصد الأزهر، إنه قبل أيام انتشرت على شاشات الفضائيات فيديو جريمة اغتيال جنود الاحتلال الصهيوني، للصحفية شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطية أحداث اقتحام مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بالتوازي مع حملات الاعتقالات، حيث وثّق نادي الأسير الفلسطيني في تقريره السنوي الصادر عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة، وجود 15 صحفيًّا فلسطينيًّا في سجون الكيان الصهيوني؛ بينهم الصحفية بشرى الطويل المعتقلة إداريًّا.
وتابع المرصد: كما سقط المزيد من شهداء الصحافة والإعلام على يد جنود الاحتلال، فلم تكد تمر أيام على اغتيال أبو عاقلة، حتى اُستشهدت الصحفية غفران هارون برصاص قوات الاحتلال الصهيوني عند مدخل مخيم العروب، شمال الخليل، بالضفة الغربية المحتلة، فيما وثق مركز مدى استهداف الجيش الإسرائيلي 3 صحفيين، خلال العدوان على غزة في مايو عام 2021، بينهم يوسف أبو حسين الصحفي بإذاعة الأقصى، إثر استهداف الطائرات الإسرائيلية منزله قرب رمزون الشيخ رضوان.
وأشار إلى أن مجموع الاعتداءات الصهيونية على الصحفيين في العام الماضي، بلغ عدد 368 وفق تقرير مركز مدى السنوي، بينها 299 انتهاكًا ضمن الأشد خطورة على حياة الصحفيين، موضحًا أن التصنيف يشمل القتل للصحفيين، والاعتداءات الجسدية والإصابات تشمل عمليات استهداف وإصابات بالذخيرة الحية وعمليات الاعتقال والتوقيف، تدمير المؤسسات، والاستهداف بهدف منع التغطية.
استهداف تنظيمات متطرفة للصحفيين
وأكد مرصد الأزهر، أن تنظيم داعش الإرهابي منذ ظهوره؛ قتل مئات الصحفيين، ففي عام 2016م، أكد هادي جلو مرعي، رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، في بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ تورط التنظيم في قتل 20 مراسلًا ومصورًا صحفيًّا في ظروف مختلفة، في حين بلغ عدد القتلى من الصحفيين والمصورين والمساعدين الفنيين في الفترة 2003- 2016 نحو 435 صحفيًّا داخل العراق.
وأوضح أن قائمة الضحايا طويلة، والمجال لا يتسع للاستطراد، وفي المقابل وانطلاقًا من أهمية الآلة الإعلامية، كانت الكيانات الإرهابية تولي اهتمامًا خاصًّا بآلتها الإعلامية، مؤمنة بخطوة سلاح الإعلام في الحشد والاستقطاب، وأطلقت العديد من المنصات الإلكترونية التي تعمل على ترويج السموم الفكرية، وتحويل الدور الإعلامي التوعوي إلى آخر فوضوي.
ترهيب الأطقم الصحفية
واختتم مرصد الأزهر، باستنتاج التالي:
1- ترهيب الأطقم الصحفية، وتدمير معنوياتهم وإجبارهم على الانسحاب والتراجع عن فكرة نقل الحقيقة للعالم، لكن باءت هذه الجهود بالفشل إزاء إصرار الكوادر الصحفية على الالتزام بالتواجد في قلب الأحداث ونقل الصورة الواقعية للجماهير.
2- ساد تصور أن تخويف الصحفيين والإعلاميين، قد يدفع بعضهم للانضمام إلى الجانب الخاطئ، وبالتالي استغلالهم في تزييف الحقيقة.
ويشد مرصد الأزهر من أزر كل ناقل ومدافع عن الحقيقة أيًّا كان عرقه أو لونه أو دينه، وليعلم ناقلوا الحقيقة سواء بالقلم أو بالعدسة أنهم على ثغر من الثغور، يظهرون ما تخفيه قوى الظلام والبطش، ولو كان طريقهم هذا لا يؤرق الكيانات المتطرفة، لما تعرضوا للقتل.