جولة داخل تاريخ أذربيجان الإسلامي تحت حكم السوفيت.. وموعد أولى رحلات الطيران من القاهرة ولقاءات على الطريق بين مسؤولي البلدين
لقاء سياسي مصري أذربيجاني مرتقب وتوقعات لأول موعد لرحلات مباشرة بين القاهرة وباكو، وتوقعات بزيارة الخارجية الروسية لأذربيجان وغيرها من التفاصيل، حيث انتقل القاهرة 24 في جولة داخل عادات وتقاليد قريبة من الشعب المصري، ووضع المسلمين أثناء حكم الاتحاد السوفيتي، والأزمة مع أرمينيا ودور روسيا وإيران وتركيا بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية سيرجي لافروف لأرمينيا منذ أيام قليلة، وغيرها من التفاصيل الهامة وملامح مستقبل هذه المنطقة، وذلك من خلال زيارة إلى سفارة أذربيجان بالقاهرة ولقاء إميل رحيموف، الملحق الدبلوماسي بالقاهرة.
عادة ما يفاجأ العديد من الأفراد عند سماعهم لأسماء دول بعينها لم تتردد على أذهانهم كثيرًا، ليكتشفوا بعد ذلك أنها بلاد لديها قواسم مشركة عديدة معهم.
أذربيجان هي واحدة من هذه الدول، فهي دولة إسلامية حيث يدين أغلب سكانها بالدين الإسلامي، وتقع في أوراسيا أي بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، ويحدها كل من روسيا وأرمينيا ووجورجيا وإيران، كانت تابعة للاتحاد السوفيتي قبل أن تنهار وتحصل على استقلالها.
العلاقات المصرية أذربيجانية.. ومدى حب الشاب الأذربيجاني للسياحة في أم الدنيا
صرح الدبلوماسي خلال لقاءه بالقاهرة 24 بأن هناك لقاء سياسي مشترك بين مسؤولي مصر وأذربيجان خلال الشهر المقبل، لتناول العديد من المسائل المشتركة بين البلدين.
وأكد إميل رحيموف، أن أذربيجان ومصر يتمتعون بعلاقات قوية للغاية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أوالسياحي، حيث بدأت رحلات مباشرة خلال شهر مارس الماضي بين شرم الشيخ وباكو، ومن المتوقع أن يتم تسيير أول رحلة بين القاهرة وباكو خلال شهر يوليو المقبل.
الشباب الأذربيجاني يحب السياحة في مصر كونها دولة حضارة وتاريخ، ويعشقون زيارة القاهرة والأقصر وسانت كاترين والبحر الأحمر، الذي يعتبرونه أفضل البحار في العالم، فضلًا عن كون العديد من الشعب المصري أيضًا يحب زيارة أذربيجان.
صراع أرمينيا وأذربيجان ودور روسيا وتركيا وإيران في المنطقة
واجهت أذربيجان وأرمينيا فترات من الصراع على مدار سنوات عديدة، وهو الأمر الذي شهد تطورات على خلال الفترة الأخيرة، حيث تتسلل عصابات مسلحة من أرمينيا نحو أذربيجان لتنفيذ عمليات عديدة، حيث تعيش البلدين حالة من الأرق خلال الفترة الأخيرة.
يقول إميل رحيموف حول هذه المسألة، إن روسيا تلعب دورًا إيجابي في الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا، حيث يرى أنه من الطبيعي أن يزور سيرجي لافرور وزير الخارجية الروسي لأرمينيا خلال الأيام القليلة الماضية، متوقعًا أن تعقد روسيا زيارة إلى أذربيجان خلال الفرة المقبلة.
كما تفتح أذربيجان أبوابها للسلام مع جارتها أرمينيا لتوقيع اتفاقية السلام معها، والتوقف عن الأعمال الاستفزازية.
أما عن تركيا وإيران ودورهما في الأزمة الأرمينية أذربيجانية، يرى الدبلوماسي بالقاهرة أن جميع هذه الدول تطمح في أن تعم المنطقة سلام آمن كي يتم الحفاظ على طرق التجارة، حيث أن أذربيجان دولة غنية بالغاز والنفط وغيرها من الموارد.
الإسلام في أذربيجان
قال إميل رحيموف خلال لقاءه بالقاهرة24 إن 96% من المواطنين في أذربيجان يدينون بالإسلام والأربعة بالمائة الباقين هم للأديان الأخرى مثل المسيحية واليهودية أو غيرها من الطوائف.
دخلت أذربيجان في الإسلام في العام الـ18 هجريًا أي نفس العام الذي دخلت مصر فيه بالإسلام، ولكن قد لا يعلم البعض تفاصيل حول مسألة دخول أذربيجان الإسلام لأنها كانت تابعة للاتحاد السوفيتي على مدار 70 سنة وهو معروف أنه نظام شيوعي أي بعيد عن الإسلام.
الاتحاد السوفيتي ومنع الشعائر الإسلامية في أذربيجان
وأوضح إميل رحيموف، أن بلاده واجهت العديد من الصعوبات خلال فترة وجودها تحت حكم الاتحاد السوفيتي، فيما يخص الحفاظ على الهوية الإسلامية، ولكنهم تمكنوا من الحفاظ على الصلاة والصوم على الرغم من إغلاق المساجد.
لم يكن يستطيع شخص الإعلان أو الكشف عن كونه مسلم لأنه عكس النظام الشيوعي، ومن كان يتم رؤيته وهو يصلي أو يصوم إما أن يواجه الحبس أو الإقصاء عن العمل الحكومي، وسمع رحيموف من أجداده أنهم كانوا يصلون في الخفاء حتى بعيدًا عن أولادهم خشية أن يروهم الأطفال، وعندما يخرجون للعب في الشوارع مع أصدقائهم يروون ما رأوه في منازلهم، وبالتالي تصل الحكومة السوفيتية لهم.
كان بعض أفراد الحكومة السوفيتية يسألون المسؤولين هل تصلي؟ هل تصوم؟، بل كانوا يذهبون إلى الامتحان ويجربوا إعطاء الطلاب المياه أو الطعام ليتأكدوا من كونهم صائمين في رمضان أم لا؟، ولكن تمكن الشعب الأذربيجاني من الحفاظ على هويته ودينه بين الجميع.
أفضل المعالم الأثرية التي يحب الجميع زيارتها في أذربيجان
يقول الدبلوماسي الذي يعمل بالقاهرة: إن شوشا مدينة تحمل عبق التاريخ وأحداثه، حيث بُنيت عام 1752 بأمر من أمير قره باغ بناه علي خان، لتحتفل هذا العام بذكرى مرور 270 عاما على إنشائها، وقد لعبت هذه المدينة دورا كبيرا في الحياة الثقافية والتاريخية والعلمية في أذربيجان خاصة وجنوب القوقاز عامة، يدلل على ذلك ما تحويه من آثار عديدة وكنوز متنوعة، والتي تعود إلى حقبة ألبان القوقاز "أران"، من القرن الرابع قبل الميلاد، حتى بداية القرن الثامن، وما تلاها من حقب أذرية ومغولية وتركية، حتى العصر الحديث، ولا تزال باقية في تلك المنطقة التي تُوصف بأنها كانت أشبه بمتحف مفتوح، يضم العديد من الأديرة والكنائس والأضرحة والمساجد والبيوت العريقة، فضلا عن أن المدينة كانت بمثابة رمزًا للتقاليد التاريخية للشعب الأذربيجاني، حيث نشأ فيها واحدة من أقدم المستوطنات في نطاق ثقافة خوجالي جاداباي القديمة في النصف الثاني من الألفية الثانية قبل الميلاد، وأصبحت واحدة من أقدم المستوطنات البشرية في أذربيجان القديمة.